حسن: رواه الطبرانيّ في "الكبير" (٨/ ١٨) والبزّار. - "كشف الأستار" (٨٧٦) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٣٣٤) من حديث يعقوب بن حميد، ثنا عيسى بن الحضرمي بن كلثوم بن علقمة بن ناجية بن الحارث الخزاعيّ، عن جده كلثوم، عن أبيه، فذكره.
إِلَّا أن البزّار لم يسم شيخه، فقال: حَدَّثَنَا بعض أصحابنا، عن عيسي بن الحضرمي بن كلثوم، عن علقمة بن ناجية الخزاعيّ، عن جده، عن أبيه علقمة فذكره، وقال: "لا نعلم روي علقمة إِلَّا هذا".
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (١٨٦٣): "علقمة بن ناجية له حديث واحد مخرجه عن ولده".
وإسناده حسن من أجل الكلام في يعقوب بن حميد بن كاسب المدنيّ، قال البخاريّ: "لم يزل خيرًا، هو في الأصل صدوق". وتكلم فيه غيره. غير أنه حسن الحديث إذا لم يأت في حديثه ما يُغرب لأنه كان كثير الحديث، كثير الغرائب كما قال ابن عدي.
وفي الباب ما رُوي عن أبي الدّرداء أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أخلصوا عبادة ربّكم، وصلوا خمسكم، وأدّوا زكاة أموالكم، وصوموا شهركم، وحجّوا بيت ربِّكم، تدخلوا جنّة ربّكم)). فهو ضعيف.
رواه الطَّبرانيّ في "مسند الشَّامين" (٦٥٩) عن أحمد بن مسعود المقدسيّ، ثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا صدقة بن عبد الله، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرند، عن أبي الدّرداء، أنَّ رجلًا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ما عصمة هذا الأمر وعراه ووثاقه؟ قال: فعقد بيمينه فقال: (فذكره).
وعنه رواه أبو نعيم في "الحلية" (٥/ ١٦٦) وقال: "غريب من حديث يزيد، تفرّد به عنه الوضين".
قلت: وإسناده ضعيف من أجل صدقة بن عبد الله وهو أبو معاوية الدّمشقيّ ضعَّفه النّسائيّ وغيره. وفي "التقريب": "ضعيف".
وأمّا الوضين الذي تفرّد به فهو الوضين بن عطاء بن كنانة الخزاعيّ الدّمشقيّ مختلف فيه فوثقه أحمد وابن معين، وضعّفه ابن سعد والجوزجاني. وقال ابن عدي: "ما أرى بأحاديثه بأسًا".
وأمّا ما رُوي عن فاطمة بنت قيس قالت: سألت أو سئل النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الزكاة فقال: "إنَّ في المال لحقًّا سوى الزّكاة". ثمّ تلا هذه الآية التي في البقرة: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} الآية [سورة البقرة: ١٧٧] فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (٦٥٩، ٦٦٠) من وجهين عن شريك، عن أبي حمزة، عن عامر الشّعبيّ، عن فاطمة بنت قيس، فذكرته.
قال الترمذيّ: "هذا حديث إسناده ليس بذاك، وأبو حمزة ميمون الأعور يُضعّف. وروي بيان وإسماعيل بن سالم، عن الشّعبي هذا الحديث قوله. وهذا أصح" انتهى.
وفي الإسناد أيضًا شريك وهو عبد الله النخعي سيء الحفظ. وقال النوويّ في "الخلاصة" (٣٨٣٧): "هذا حديث منكر".