عبيدالله ثقة. فالصّحيح في هذه القصة من طريق عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر: "أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج ... "، وهو في الصحيحين البخاري (٢٣٢٨, ٢٣٢٩)، ومسلم (١٥٥١). وسيأتي في موضعه إن شاء الله.
ومن الخرَّاصين الذين ذكروا في كتب التراجم: فروة بن عمرو الأنصاريّ.
حدّث عبد الرزاق في مصنفه (٧٢٠٠) عن معمر، عن حرام بن عثمان، عن ابني جابر، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يبعث رجلًا من الأنصار من بني بياضة يقال له: فروة بن عمرو، فيخرص تمر أهل المدينة. قال معمر: وما سمعت بالخرص إلا في النّخل والعنب.
وإسناده ضعيف جدًّا، فيه حرام بن عثمان متروك، وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٧٦) وعزاه إلى الطبرانيّ في "الكبير" (١٨/ ٣٢٧).
قلت: وفيه علّة أخرى وهي إبراهيم بن أبي يحيى هو الأسلميّ وهو متروك.
ورُوي أيضًا عن رافع بن خديج: أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يبعث فروة بن عمرو يخرص النّخل، فإذا دخل الحائط حسب ما فيه من الأقناء، ثم ضرب بعضها على بعض على ما يرى فيها، وكان لا يخطئ.
رواه عبد الرزاق في مصنفه (٧٢٠٩) عن إبراهيم بن أبي يحيى، قال: حدّثني إسحاق، عن سليمان بن سهل، عن رافع بن خديح، فذكره.
وإسحاق هو ابن عبد الله بن أبي فروة ضعيف جدًا، وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٧٦) وعزاه إلى الطبراني في "الكبير" (١٨/ ٣٢٨).
ومن الخرّاصين الذين يبعثهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - جبّار بن صخر بن خنساء الأنصاريّ السّلميّ.
عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: "إنّما خرم عبد الله بن رواحة على أهل خيبر عامًا واحدًا، فأُصيب يوم مؤتة، ثم إنّ جبّار بن صخر بن خنساء كان يبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ابن رواحة فيخرص عليهم".
رواه الطبرانيّ في "الكبير" (٢/ ٣٠٣) من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، فذكره.
وهذا مرسل كما قال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٧٦): "رواه الطبرانيّ في "الكبير" وهو مرسل، وإسناده صحيح".
وفي المغازي لابن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن مكنف، حدثني حارثة، قال: لما أخرج عمر يهود خيبر ركب في المهاجرين والأنصار، وخرج معه جبار بن صخر، وكان خارصَ أهل المدينة، وحاسبهم. ذكره الحافظ في "الإصابة" (١/ ٢٢٠).