غَلَلْتَهُ". قال: إِذًا لا أَنْطَلِقُ. قَالَ: "إِذًا لا أُكْرِهُكَ".
حسن: رواه أبو داود (٢٩٤٧) عن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير، عن مطرَّف، عن أبي الجهم، عن أبي مسعود، فذكره.
وأبو الجهم هو سليمان بن جهم بن أبي الجهم الأنصاريّ الحارثي أبو الجهم الجوزجاني مولي البراء بن عازب، قال ابن عدي: "لا أعلم أحدًا روى عنه غير مطرّف". ووثقه ابن حبان، والعجليّ، وأثنى عليه مطرّف بن طريف الرّاوي عنه، فهو حسن الحديث.
ووهمَ الحافظ الهيثميّ رحمه الله فذكره في "المجمع " (٣/ ٨٦) وهو ليس من الزّوائد، وأصاب الحافظ المنذريّ فعزاه في "الترغيب" إلى أبي داود فقط.
• عن عبادة بن الصامت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه عَلَى الصّدقة فقال: "يَا أبا الوليد! اتقِّ الله لا تأتِ يوم القيامة ببعير تحمله لَهُ رغاء، أو بقرة لَهَا خوار، أو شأة لَهَا ثغاء". فقال: يا رسول الله! إنَّ ذَلِكَ لكذلك؟ قال: "أي والذي نفسي بيده! ". قال: فو الَّذِي بعثك بالحق! لا أعمل لَكَ عَلَى شيء أبدًا.
صحيح: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح. قاله الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٨٦) إلّا أني لم أقف على إسناده؛ لأن هذا الجزء من حديث عبادة بن الصامت لم يطبع.
وقال المنذريّ في "الترغيب والترهيب" (١١٨٠) بعد أن عزاه إلى الطبراني في الكبير: "إسناده صحيح".
قوله: "لَهُ رغاء" وهو صوت البعير.
و"الخوار" صوت البقر.
و"الثغاء" صوت الغنم.
• عن ابن عمر، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم بعث سعد بن عبادة مصدّقًا وقال: "إيّاك يا سعد! أن تجيء يوم القيامة ببعير له رغاء". فقال: لا أجده، ولا أجيء به، فأعفاه.
صحيح: رواه البزّار -كشف الأستار (٨٩٨) - عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأمويّ، ثنا أبي، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
قال الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٨٦): "رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح".
وصحّحه ابن حبان (٣٢٧٠)، والحاكم (١/ ٣٩٩) كلاهما من هذا الوجه.
قال البزّار: لا نعلم رواه هكذا إلّا يحيى الأمويّ.
قلت: لا يضرّ تفرّده فإنّ يحيى الأمويّ هو ابن سعيد بن أبان الأمويّ وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما وله ما يشهده لأصل القصّة.
وجعله الحاكم شاهدًا لحديث أبي رغال، وقال: "صحيح على شرط الشيخين".