للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٢٣)، عن مسدّد، عن يحيى القطّان، عن عبيد الله، قال: حدّثني خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

ورواه مسلم في الزكاة (١٠٣١) عن زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى جميعًا عن يحيى القطّان، به، مثله إلّا أنه قال: "وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ".

واختلف أهل العلم على تعيين الواهم في هذا الحديث، فقيل: هو من دون مسلم، وقيل: من مسلم نفسه، وقيل: من شيخه زهير، وقيل: من شيخ شيخه يحيى القطان.

وذهب الحافظ إلى نفي الخطأ عن يحيى القطان بناء على أنه رواه عنه على الصّواب جماعة، كما في روايات البخاري وأحمد وغيرهما.

فالظاهر أنّ الخطأ يعود إلى زهير؛ لأن مسلما يشعر بأنه ساقه بلفظه، والله أعلم. وانظر للمزيد: فتح الباري (٢/ ١٤٦).

ورواه مالك في الشّعر (١٤) عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدريّ أو عن أبي هريرة، فذكره بمثل حديث البخاري.

ومن طريق مالك رواه مسلم، وقال: بمثل حديث عبد الله، ولم يذكر لفظه.

قلت: هكذا رواه مالك عن أبي سعد أو أبي هريرة على الشك.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٢/ ٢٨٠): "وروى هذا الحديث عن مالك كل من نقل الموطأ عنه فيما علمت على الشك في أبي هريرة وأبي سعيد إلّا مصعبًا الزّبيري وأين قرّة موسي بن طارق فإنهما قالا فيه: عن مالك، عن خبيب، عن حفص، عن أبي هريرة وأبي سعيد جميعًا، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ... ورواه الوقار عن ثلاثة من أصحاب مالك، عن مالك، عن خبيب، عن حفص، عن أبي سعيد الخدريّ وحده لم يذكر أبا هريرة على الجمع ولا على الشّك ... والحديث محفوظ لأبي هريرة بلا شك من رواية خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، ومن غير هذا الإسناد أيضًا. والذي رواه عن خيب، عن حفص، عن أبي هريرة من غير شك عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب وهو أحد أئمة الحديث الأثبات في الحفظ والنّقل".

• وعن أبي ذرّ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثَلاثةٌ يُحِبُّهُمُ الله، وَثَلاثَةٌ يبغضهم الله؛ فَأَمَّا الَّذين يُحِبُّهُمُ الله: فَرَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِاللهِ، وَلَمْ يَسْأَلْهُم بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُم، فَمَنَعُوهُ فتخلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ، فَأَعْطَاهُ سِرًّا لا يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلا اللهُ، وَالَّذِى أَعْطَاهُ، وَقَوْمٌ سَارُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إذَا كَانَ النَّومُ أَحَبَّ إلَيْهِمْ مما يَعْدِل بِهِ، وَنَزَلُوا فَوَضَعُوا رُؤُوسَهُمْ فَقَامَ أَحَدُهُمْ يَتَمَلَّقُنِي وَيَتْلُو آيَاتِي، وَرَجُلٌ كَانَ في سَريَّةٍ فَلَقُيَ الْعَدُوَّ فَهُزِمُوا، وَأَقْبَلَ بِصَدْرِهِ حَتَّى يقْتَلَ أوْ يُفتَحَ لَهُ. والثَّلاثَةُ يُبْغِضُهُمْ الله: الشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ، والغنيُّ الظَّلُومُ".

<<  <  ج: ص:  >  >>