كان أقرّ بالتوحيد فصمت وتصدّقت عنه نفعه ذلك".
فلعل "رقبة"، التبس على بعض الرواة، فقال: "بدنة". والحجاج هو ابن أرطاة وصف بكثير الخطأ والتدليس، ولعل هذا من أخطائه، وأما تدليسه فهو منتف لأنه صرح بالتحديث. انظر بقية الأحاديث في كتاب العلم.
• عن أنس بن مالك، أنّ سعدًا أتى النبيّ فقال - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، إنّ أمّي توفيت ولم تُوصِ، أفينفعها أن أتصدّق عنها؟ قال: "نعم، وعليك بالماء".
حسن: رواه الطبراني في "الأوسط" (٨٠٥٧) عن موسى بن هارون، حدّثنا محمد بن أبي عمر العدني، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن حميد الطويل، عن أنس، فذكره.
قال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٣٨): "ورجاله رجال الصحيح".
قلت: وهو كما قال؛ ومحمد بن أبي عمر -اسم أبي عمر يحيى- إذا هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني صاحب المسند، روي له مسلم، وهو "صدوق". قال أبو حاتم: "كانت فيه غفلة".
وأما ما رواه أبو داود (١٦٧٩، ١٦٨٠)، والنسائي (٣٣٤٨) (٦/ ٢٥٥)، والإمام أحمد (٢٢٤٥٩)، وصححه ابن خزيمة (٢٤٩٦، ٢٤٩٧)، وابن حبان (٣٣٤٨)، والحاكم (١/ ٤١٤) كلهم من طرق عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، وقرن بعضهم بالحسن، كلاهما عن سعد بن عبادة أنه سأل النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أي الصّدقة أفضل؟ فقال: "سقي الماء".
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
وتعقّبه الذهبي فقال: "لا فإنه غير متصل".
قلت: وهو كما قال، فإن سعيدًا ولد في خلافة عمر بعد متين، وتوفي سعد بن عبادة سنة خمس وعشرين في الشّام، فلا يمكن أن يسمع منه وكذلك الحسن.
وأما ما رُوي عن عقبة بن عامر، قال: جاء رجل إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ أمي ماتت، وإنّي أريد أن أتصدّق عنها. قال: "أَمَرتْكَ؟ " قال: لا. قال: "فلا تفعل".
رواه الإمام أحمد (١٧٣٥٦، ١٧٤٣٧)، والطبراني في الكبير (١٧ - رقم (٧٧٢) كلاهما من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، فذكره. وابن لهيعة فيه كلام معروف.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (١٧٤٣٨) من وجه آخر عن رشدين، حدثني عمرو بن الحارث والحسن بن ثوبان، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، فذكر مثله.
ورشدين هو ابن سعد بن مفلح المهري ضعيف عند جمهور أهل العلم.
قال ابن يونس: كان صالحًا في دينه، فأدركته غفلة الصالحين، فخلط في الحديث.
وللحديث طرق أخرى، وكلها لا تخلو من ضعيف.