عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، فذكره.
وقد ذكر الإمام أحمد بهذا الإسناد عدَّة أحاديث يُذكر كل منها في مواضعه. وإسناده صحيح، وطلحة هو أبن مصرف كما هو ظاهر في الرواية السابقة (١٨٥١٦) إِلَّا أنَّ فيه ابنه محمد بن طلحة يروي عن أبيه طلحة، وقد أنكروا عليه سماعه من أبيه، لأنه كان صغيرًا، كما أنه مختلف فيه، فضعَّفه النسائيّ ومشّاه الآخرون.
• عن النعمان بن بشير، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقًا أَوْ ذَهَبًا أَوْ سَقَى لَبَنًا أَوْ أَهْدَى زِقَاقًا فَهُوَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ".
حسن: رواه أحمد (١٨٤٠٣)، والبزّار - كشف الأسنار (٩٤٨) كلاهما من حديث حسين بن واقد، حَدَّثَنِي سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سماك بن حرب فإنه مختلف فيه غير أنه لا بأس به في غير روايته عن عكرمة، عن ابن عباس، فإنه مضطرب فيه.
قال البزّار: "لا نعلمه عن النعمان إِلَّا من هذا الوجه" ولم أقف على هذا الحديث في "مجمع الزوائد" في باب ما جاء في المنيحة، ولكن وجدت في بعض النسخ الأخرى ذُكر هذا الحديث في هذا الباب نفسه، وقال الهيثميّ بعد أن عزاه لأحمد والطَّبرانيّ في الكبير: "رجاله رجال الصَّحيح".
وأمّا ما رُوي عن ابن مسعود، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أَتَدْرُونَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ ". قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "المَنِيحَةُ أَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الدِّرْهَمَ، أَوْ ظَهْرَ الدَّابَّةِ أَوْ لَبَنَ الشَّاةِ أَوْ لَبَنَ البَقَرَةِ". فإسناده ضعيف.
رواه الإمام أحمد (٤٤١٥)، وأبو يعلى (٥١٢١) كلاهما من حديث إبراهيم الهجريّ، قال: سمعت أبا الأحوص، عن عبد الله، فذكره.
وإبراهيم الهجريّ هو ابن مسلم العبدي أبو إسحاق الهجريّ، يذكر بكنيته، ضعيف باتفاق أهل العلم
وأمّا قول الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ١٣٣): "رجال أحمد رجال الصَّحيح" فليس بصحيح؛ فإنَّ إبراهيم الهجريّ لم يرو له غير ابن ماجه.
ولكن رواه البزّار -كشف الأستار (٩٤٧) - عن عمرو بن يحيى الأُبليّ، ثنا حفص بن جميع، عن سماك، عن إبراهيم بن علقمة، والأسود، عن عبد الله رفعه، قال: "أيّ الصّدقة أفضل" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "أن يمنح الرّجل أخاه الدراهم أو ظهر الدابة".
قال البزّار: "لا نعلم رواه هكذا إِلَّا حفص، ولم نسمعه إِلَّا من عمرو".
قلت: وحفص بن جميع العجليّ، ضعَّفه أبو حاتم. وقال أبو زرعة: "ليس بالقوي". وقال ابن حبَّان: "لا يحتج به". انظر: الميزان (١/ ٥٥٦).
وفي المجروحين لابن حبَّان (٢٥٤): "كوفي منكر الحديث سكن البصرة، يروي عن سماك بن