• عن أنس بن مالك، قال: دخل رمضان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حرم الخير كلّه، ولا يُحرم خيرها إلا محروم".
حسن: رواه ابن ماجه (١٦٤٤) عن أبي بدر عباد بن الوليد، حدثنا محمد بن بلال، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس بن مالك، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عمران وهو ابن دَاوَر -بفتح الواو وبعدها راء- أبو العوام القطان البصري، مختلف فيه فضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي، ومشاه الآخرون. فقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث. وقال البخاري والترمذي: صدوق. وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في الثقات. فمثله يحسّن حديثه إذا لم يأت في حديثه بما ينكر عليه، وله أصول صحيحة.
وذكره الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (١٥١١) وعزاه إلى ابن ماجه وحسن إسناده.
• عن رجل من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "في رمضان تُفتح أبواب السماء، وتغلق أبواب النار، ويُصفَّد فيه كلّ شيطان مَريد، وينادي منادٍ كلّ ليلة: يا طالب الخير! هلمَّ، ويا طالب الشّر! أمسك".
حسن: رواه النسائيّ (٢١٠٨)، وأحمد (١٨٧٤٩) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، قال: كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد، فأردتُ أن أحدّث بحديث قال: فكان رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه أولى بالحديث منه. قال: فحدَّث الرجل عن رسول الله أنه قال (فذكر الحديث).
وإسناده حسن من أجل عرفجة وهو ابن عبد الله الثقفي، وثقه العجلي، وابن حبان، وروى عنه جمع.
وعطاء بن السائب مختلط إلا أن رواية شعبة عنه كانت قبل الاختلاط.
وقد خطّأ النسائي رواية سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، قال: "عُدنا عتبة بن فرقد، فتذاكرنا شهر رمضان. فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول (فذكر الحديث نحوه).
قال النسائي: "هذا خطأ" يعني جعل الحديث من مسند عتبة بن فرقد، والصحيح أنه لرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وكذلك جعل الإمام أحمد من مسند رجل (من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -) ولم يجعله من مسند عتبة بن فرقد؛ لأنه ليس له مسند عنده أصلًا.