للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن الوليد، قال: أخبرني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معديكرب، فذكره.

وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد لأنه يدلس تدليس التسوية، إلّا أنه صرّح بالتحديث ويكفي عند الجمهور تصريحه في الطبقة الأولى.

ورواية بقية عن بحير بن سعد صحيحة كما قال ابن عبد الهادي.

ومن طريقه رواه الإمام أحمد (١٧١٩٢).

ثم رواه النسائيّ (٢٠٦٥) من وجه آخر عن سفيان، وعبد الرزاق (٧٦٠٠) كلاهما عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل: "هلمّ إلى الغداء المبارك" يعني السّحور.

وهذا مرسل صحيح، وهو يقوي ما سبقه لاختلاف مخرجهما.

وفي الباب ما روي عن العرباض بن سارية، قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السحور في رمضان فقال: "هلمّ إلى الغداء المبارك".

رواه أبو داود (٢٣٤٤)، والنسائي (٢١٦٣)، والإمام أحمد (١٧١٤٣) كلهم من حديث يونس ابن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهم، عن العرباض بن سارية، فذكره.

والحارث بن زياد لم يرو عنه غير يونس بن سيف، ولم يوثقه غير ابن حبان، وأخرج حديثه في صحيحه (٣٤٦٥). وكذلك شيخه ابن خزيمة (١٩٣٨).

والحارث بن زياد هذا غلط فيه أبو نعيم فذكره في الصحابة (٢١١٩)، وذلك تبعًا للحسن بن عرفة في جزئه (٣٦). قال فيه: صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وروى عنه البغوي في "معجم الصحابة" (٢/ ٧٨) وقال: "لا أعلم لحارث بن زياد غير هذا الحديث" وهو يقصد به حديث معاوية بن سفيان: "اللهم علِّم معاوية الكتاب والحساب، وقه العذاب".

وقال الحافظ ابن عبد البر في "الاستيعاب": الحارث بن زياد هذا مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث".

وقال المنذري في "مختصر أبي داود": قال أبو عمر النمري: "ضعيف مجهول، يروي عن أبي رهم السمعي، حديثه منكر". فزاد فيه كلمة: "ضعيف"، و"حديثه منكر".

وجاء الذهبي فقال في "الميزان": "مجهول".

وتعقبه الحافظ في التهذيب فقال: "وشرطه أن لا يطلق هذه اللفظة إلا إذا كان أبو حاتم الرّازيّ قالها، والذي قال فيه أبو حاتم: مجهول. آخر غيره فيما يظهر لي، نعم قال أبو عمر بن عبد البر في صاحب هذه الترجمة: "مجهول وحديثه منكر".

قلت: لعله تبع في ذلك الحافظ المنذريّ فيما سبق نقله عنه كلمة "حديثه منكر"، أو كان ذلك في بعض النسخ، والله أعلم.

وأبو رهم اختلف في اسمه، فقيل هو: أحزاب بن أسيد بفتح الهمزة، ويقال: بالضم. قاله البخاري. ويقال: ابن أسد السماعي، ويقال: السمعي مختلف في صحبته، والصحيح أنه ليس له

<<  <  ج: ص:  >  >>