وفي الباب ما روي أيضًا عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل".
رواه الإمام أحمد (٢٧٥٠٣) عن أبي سعيد، قال: حدثنا أبو يعقوب -يعني إسحاق بن عثمان الكلابي- قال: سمعت خالد بن دُريك يحدث عن أبي الدرداء، فذكره في حديث طويل.
وخالد بن دريك هو الشامي لم يذكر في ترجمته أنه أدرك أبا الدرداء، وقد روي عن ابن عمر وعائشة ولم يدركهما، وأعلّه الهيثمي في "المجمع" (٥/ ٢٨٥) بالانقطاع أيضًا.
وله أسانيد أخرى منها ما رواه الطبراني في "الأوسط" (٣٥٩٨) من طريق عبد الله بن الوليد العدني، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صام يومًا في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض".
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الله بن الوليد العدني".
قلت: العدني من أصحاب سفيان الثوريّ. قال أحمد: سمع من سفيان، وجعل يُصحِّح سماعه، ولكن لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح. وكان ربما أخطأ في الإسناد. وقد كتبت عنه أنا كثيرًا". وأما ابن معين فقال: لا أعرفه، لم أكتب عنه شيئًا.
وفي الإسناد شهر بن حوشب وفيه كلام معروف.
ومع هذا كله قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (١٤٨٤) بعد أن عزاه إلى الطبراني في "الأوسط"، و "الصغير": "إسناده حسن".
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عمرو بن عبسة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صام يومًا في سبيل الله با عده الله من النار سبعين خريفًا".
رواه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (١٧٠) عن محمد بن علي، حدثنا عبد الله بن سُليم، عن عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن جنادة بن أبي خالد، عن أبي شيبة، عن عمرو بن عبيد، فذكره.
وفيه جنادة بن أبي خالد وهو أبو الخطاب الدمشقي ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وسكتا عنه فهو في عداد المجهولين إلا أن ابن حبان ذكره في "الثقات" (٦/ ١٥٠) على قاعدته في توثيق من لم يُعرف فيه جرح.
وقال الذهبي في "الميزان": "لا يعرف".
وشيخه أبو شيبة هو المهري، قال الذهبيّ في ترجمة "بلج المهري" (١/ ٣٥٢): عن أبي شيبة المهري، عن ثوبان قاء فأفطر، لا يُدري من ذا ولا من شيخه. وقال البخاري: إسناده ليس بالمعروف. انتهى.