للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُفطر، ويُفطر حتى نقول: لا يصوم.

وما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - استكمل صيامَ شهر قط إلّا رمضان. وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان.

متفق عليه: رواه مالك في الصيام (٥٦) عن أبي النّضر مولي عمر بن عبيدالله، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن عائشة، فذكرته.

ورواه البخاريّ في الصوم (١٩٦٩)، ومسلم في الصيام (١١٥٦: ١٧٥) كلاهما من طريق مالك، به.

وفي رواية عند البخاريّ: "فإنه كان يصوم شعبان كلّه".

وعند مسلم: "كان يصوم شعبان كلّه، كان يصوم شعبان إلّا قليلًا".

ورُوي مثل هذا أيضًا عن أبي هريرة.

رواه أبو داود (٢٤٣٥) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بمعناه أي معني حديث عائشة وهو قولها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يُفطر ... " وزاد: "كان يصومه إلّا قليلًا، بل كان يصومه كلّه".

وحماد هو ابن سلمة تغيّر حفظه بآخره، فوهم فيه فجعله من مسند أبي هريرة.

والصواب أنه من مسند عائشة أو أمّ سلمة، كما ذكره النسائي (٤/ ١٥٠ - ١٥١).

ورواه أحمد (٢٥١٠١) عن يزيد بن هارون، قال: حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، قال: سألت عائشة: كيف كان يصوم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فذكرت مثله.

ورواه أيضًا الترمذيّ (٧٣٧) من حديث عبدة عن محمد بن عمرو بإسناده مختصرًا.

فاتفاق يزيد بن هارون وعبدة -وهو ابن سليمان الكلابي ثقة ثبت من رجال الجماعة- يجعل الخطأ من حماد بن سلمة.

ومعنى قوله: "كان يصومه إلّا قليلا، بل كان يصومه كلّه" أي أكمله مرة، ومرة لم يكمله، فقيل: يصومه كلّه، أي يصوم في أوله ووسطه وآخره، لا يخصّ شيئًا منه ولا يعمه بصيامه.

وقيل: ليس على ظاهره، وإنما المراد: أكثره لا جميعه، وعبّر بالكلّ عن الغالب والأكثر. قاله المنذري.

• عن عائشة، قالت: لا أعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ القرآن كلّه في ليلة واحدة، ولا قام ليلة حتى الصباح، ولا صام شهرًا كاملًا قطّ غير رمضان.

صحيح: رواه النسائي (٢١٨٢) عن هارون بن إسحاق، عن عبدة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفي، عن سعد بن هشام، عن عائشة، فذكرته.

<<  <  ج: ص:  >  >>