قال أبو داود: كذا قال هشام الدستوائي، عن يحيى، عن عمر بن أبي الحكم.
قلت: إسناده ضعيف فإن مولي قدامة بن مظعون ومولي أسامة بن زيد لا يعرفان. إلا أن الثاني اسمه حرملة، وقد مشاه البعض، فقال: "صدوق".
وقال المنذري: "وفي إسناده رجلان مجهولان" ثم ذكر حديث النسائي من طريق أبي سعيد كيسان المقبري. وقال: "هو حديث حسن".
فالمنذريّ حسَّن الطريق الأوّل، وأما الطريق الثاني وهو طريق أبي داود فضعّفه ولكن بمجموع الطريقين يكون الحديث حسنًا.
وله طريق آخر وهو ما رواه ابن خزيمة (٢١١٩) من طريق شرحبيل بن سعد، عن أسامة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس ويقول: "إنّ هذين اليومين تعرض فيهما الأعمال".
وشرحبيل بن سعد هو أبو سعد المدني مولى الأنصار.
ضعّفه النسائي، ووثقه ابن حبان، وهو لا بأس به في المتابعة.
وفي التقريب: "صدوق اختلط بآخره" وهذا لم يختلط فيه لوجود متابعات له.
• عن عائشة، قالت: كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يصوم شعبان ورمضان ويتحرّى صوم الاثنين والخميس.
حسن: رواه الترمذي (٧٤٥)، والنسائي (٢١٨٧)، وابن ماجه (١٦٤٩، ١٧٣٩)، والإمام أحمد (٢٤٥٠٨) وصححه ابن حبان (٣٦٤٣) كلهم من حديث ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، حدّثنا ربيعة بن الغاز، أنه سأل عائشة عن صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت (فذكرت الحديث).
إلّا أنّ أحمد لم يذكر بين خالد بن معدان وبين عائشة ربيعة. والصحيح إثباته.
قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وربيعة بن الغاز هو ربيعة بن عمرو الجرشي، وثقه الدارقطني وغيره، وهو حسن الحديث.
وهذا الإسناد من أصح ما روي به هذا الحديث.
وله أسانيد وفيها اختلاف كما قال النسائي وغيره إلا أنّ ما صحّ لا يضره ما لا يصح.
• عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحبُّ أن يعرض عملي وأنا صائم".
صحيح: رواه الترمذي (٧٤٧)، وابن ماجه (١٧٤٠)، والإمام أحمد (٨٣٦١) كلهم من حديث محمد بن رفاعة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وزاد الآخران: "فيغفر الله لكل مسلم -أو لكل مؤمن- إلّا المتهاجرين فيقول: أخّرهما".
هذا لفظ المسند، ولفظ ابن ماجه: "دعهما حتى يصطلحا".