للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما ما رُوي عنه مرسلًا، فلا يُعِل ما روي عنه موصولًا.

وقوله: "أيام الغُرّ": هي الأيام البيض، والأيام شاملة الليل، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كلّ شهر.

ويقال البيض: لأنّ القمر يكون كاملًا في هذه الليالي فليلها كنهارها.

وقوله: "صِنابها" هو الخردل المعمول بالزيت، هو صباغ يؤدم به.

وقوله: "وأُدْمها": الأُدْم والإدام وهو ما يؤكل مع الخبز أي شيء كان.

• عن أبي ذرّ، قال: أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نصوم من الشّهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

حسن: رواه الترمذي (٧٦١)، والنسائي (٢٤٢٦) -واللفظ له- كلاهما من طريق شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت يحيي بن سام، عن موسى بن طلحة، قال: سمعت أبا ذر بالرّبذة يقول (فذكره).

وقال الترمذي: "حديث أبي ذرّ حديث حسن".

وصحّحه ابن خزيمة (٢١٢٨) من طريق شعبة، بإسناده. ورواه ابن حبان (٣٥٦٦) من طريق يحيي القطان، عن فطر، عن يحيى بن سام، به.

وإسناده حسن، موسي بن طلحة هو ابن عبد الله التيمي، ثقة جليل، يقال: إنه وُلد في عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ويحيي بن سام بن موسى الضبيّ، روى عنه جماعة. وذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٦٠٦) ولذلك قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" يعني حيث يتابع.

وقد تابعه رجلان كما في الإسناد الآتي، إلا أنهما أدخلا بين موسى بن طلحة، وأبي ذر رجلًا مع زيادة قصة الأرنب.

رواه النسائي (٢٤٢٨)، وأحمد (٢١٣٣٥)، والحميدي (١٣٦) كلّهم من طريق سفيان بن عيينة، قال: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وحكيم بن جبير، سمعاه من موسي بن طلحة أنه سمع رجلًا من أخواله من بني تميم يقال له: ابنُ الحوْتكيّة. قال: قال عمر بن الخطاب: مَنْ حاضرُنا يوم القاحة إذْ أُتي النبيّ صلى الله عليه وسلم بأرنب؟ فقال أبو ذر: أنا؛ أتى أعرابيٌّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بأرنب. فقال: يا رسول الله، إنّي رأيتها تَدْمي. قال: فكفَّ عنه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلم يأكل وأمر أصحابه أن يأكلوا، واعتزل الأعرابيُّ فلم يطعم. فقال: إني صائم. فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "وما صوْمُك؟ " قال: ثلاثٌ من كلِّ شهر. قال: "فأين أنت عن البيض الغرِّ: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة".

واللفظ للحميدي، واقتصر النسائي وأحمد -بهذا السند- على ذكر الصّوم فقط دون ذكر قصة الأرنب.

وصحّحه ابن خزيمة (٢١٢٧) من طريق سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولي آل طلحة -وحده-، عن موسى بن طلحة، به، فذكره بتمامه بنحو حديث الحميدي، ثم قال عقبه: "قد خرجت هذا الباب بتمامه

<<  <  ج: ص:  >  >>