أحدٌ غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ: "مقبول" أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
ورواه ابن أبي الدنيا في "التهجد" (٣٧٦) من طريق أبي إسحاق، عن شيخ من قريش يقال له: عامر بن مسعود، فذكر الحديث. وزاد فيه: "أما ليله فطويل، وأمّا نهاره فقصير" فأسقط فيه نمير بن غريب، وهذا خطأ، والصواب إثباته.
وعامر بن مسعود كما قال الترمذي لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك جزم به أبو حاتم وابن حبان وغيرهما، ثم هو مجهول الحال؛ لأنه لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يوثقه غير ابن حبان.
وله شاهد عن أنس بن مالك، رواه الطبراني في الصغير، وابن عدي وغيرهما من طريق الوليد ابن مسلم عن سعيد بن بشير، عن أنس مرفوعًا.
وفيه الوليد بن مسلم مدلس يدلس تدليس التسوية، وشيخه سعيد بن بشير "ضعيف" ضعّفه أبو داود، والنسائي، وابن حبان، وغيرهم. وقال ابن عدي: "لا أرى بما يرويه بأسًا".
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن أبي سعيد الخدريّ مرفوعًا: "الشتاء ربيع المؤمن".
رواه أحمد (١١٧١٦)، وأبو يعلى (١٣٨٦)، والبيهقي (٤/ ٢٩٧) كلّهم من حديث ابن لهيعة، حدّثنا درّاج، من أبي الهيثم، عن أبي سعيد، فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام مشهور بأنه سيء الحفظ.
ودرّاج هو ابن سمعان أبو السمح القرشي السهمي مولاهم المصريّ مختلف فيه، فضعّفه أحمد وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم.
وقال ابن عدي: عامة الأحاديث التي أمليتها عن دراج مما لا يتابع عليه، ومما ينكر من حديثه (فذكرها) منها حديثه هذا: "الشتاء ربيع المؤمن".
وحكي عن أحمد بن حنبل أنه قال: أحاديث درّاج عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد فيها ضعف. ولكن قال عثمان الدارمي والدوري عن ابن معين: "درّاج ثقة".
وقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد.
قلت: وهذا منها.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن أنس، عن أبي هريرة، قال: "ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قال: قلنا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: "الصوم في الشتاء".
رواه البيهقي (٤/ ٢٩٧) وقال: "هذا موقوف".
وفي الباب أحاديث أخرى كلّها ضعيفة.