وسع الله عليه سائر سنته".
رواه الطبراني في "الأوسط" (٩٢٩٨) من طريق محمد بن إسماعيل الجعفري، قال: حدثنا عبد الله بن سلمة الربعي، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد، فذكره.
قال الطبراني: "لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد ابن إسماعيل الجعفري".
ومحمد بن إسماعيل الجعفري هذا قال فيه أبو حاتم: "منكر الحديث".
قلت: ليس كما زعم الطبراني، فقد رواه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (٣٨٥) وعنه البيهقي في شعب الإيمان (٣٧٩٤)، وفضائل الأوقات (٢٤٥).
من غير هذا الوجه، ولكن فيه رجل لم يسم عن أبي سعيد.
وفي الباب أيضًا عن أبي هريرة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته".
رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٣٧٩٥)، والعقيلي في "الضعفاء" (١٦١٨) كلاهما من حديث محمد بن ذكوان، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن أبي عبد الله، عن أبي هريرة، فذكره.
ومحمد بن ذكوان هو مولى المهالبة. قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن حبان في "المجروحين" (٩٤٠): "يروي عن الثقات المناكير والمعضلات على قلة روايته، حتى سقط عن الاحتجاج به".
وقال العقيلي: "سليمان بن أبي عبد الله، مجهول بالنّقل والحديث غير محفوظ".
وفي الباب أيضًا عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من وسّع على أهله يوم عاشوراء وسّع الله على أهله طول سنته".
رواه البيهقيّ في "شعب الإيمان" (٣٧٩١) من طريق محمد بن يونس، نا عبد الله بن إبراهيم الغفاريّ، نا عبد الله بن أبي بكر ابن أخي محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكره. قال البيهقي: "هذا إسناد ضعيف".
قلت: فيه محمد بن يونس وهو ابن موسى الكديمي كان من أهل بغداد، وكان يضع على الثقات الحديث وضعًا، ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث.
وقال ابن عدي: "قد اتهم الكديمي بالوضع".
وشيخه عبد الله بن إبراهيم الغفاري. قال الذهبي في "الميزان" (٢/ ٣٨٨): هو عبد الله بن أبي عمرو المدني يدلسونه لوهنه.
وقال: نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث. انظر "المجروحين" (٥٦٤).