حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه.
قوله: "عن ابن كعب بن مالك" هكذا جاء غير مسمى، وهو كذلك في غير مصدر. ووقع مسمي عند أبي الشيخ في "جزء أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (٩٢): محمد بن كعب بن مالك.
لكن في إسناده إبراهيم بن فهد، عن إبراهيم بن طهمان. قال فيه ابن عدي في "الكامل" (١/ ٢٦٩): "سائر أحاديث إبراهيم بن فهد مناكير وهو مظلم الأمر".
وأمّا الحافظ المزي فأورد الحديث في "تحفة الأشراف" (٨/ ٣١٦) في مسند عبد الله بن كعب، عن أبيه كعب بن مالك.
ولكنه في ترجمة عبد الله بن كعب من "تهذيب الكمال" قال: "روي أبو الزبير المكي عن ابن كعب بن مالك، ولم يسمِّه" اهـ. ونسب روايته لمسلم.
• عن أبي مرّة مولى أمّ هانئ أنّه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص، فقرَّب إليهما طعامًا، فقال: كلْ، فقال: إنّي صائم. فقال عمرو: كُلْ فهذه الأيام التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بإفطارها، وينهانا عن صيامها.
صحيح: رواه أبو داود (٢٤١٨) عن عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يزيد بن الهاد، عن أبي مرة مولى أم هانئ، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (١٧٧٦٨)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢٣/ ٦٩)، والحاكم (١/ ٤٣٥) وعنه البيهقي (٤/ ٢٩٧ - ٢٩٨) كلّهم من طريق روح وهو ابن عبادة، عن مالك به.
وصححه ابن خزيمة (٢١٤٩) فرواه من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، به، مثله. كما رواه أيضًا عن مالك مقرونًا بابن لهيعة، بإسناده مثله.
وخالفه يحيى الليثيّ فرواه في الموطأ في الحج (١٣٧) عن مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن أبي مرة مولى أمّ هانئ أخت عقيل بن أبي طالب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه أخبره: "أنه دخل على أبيه عمرو بن العاص فوجده يأكل" فذكر الحديث.
قال مالك: هي أيام التشريق.
فجعل يحيى الليثي عبد الله بن عمرو بن العاص الواسطة بين أبي مرة وبين عمرو بن العاص، والصواب رواية الجماعة.
يقول ابن عبد البر: وقد رُوي هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو عن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.
وأحسن أسانيد حديث عمرو بن العاص هذا إسناد مالك، عن يزيد بن الهاد، عن أبي مرة، عن عبد الله بن عمرو، عن أبيه. انتهى.