فأذن بمنى" فذكر نحوه. ورواه البزار ورجال الجميع رجال الصّحيح".
هكذا قال، ومحمد بن أبي حميد وهو المدني ليس من رجال الصحيح، بل أخرج له الترمذي وابن ماجه فقط، ثم هو ضعيف باتفاق أهل العلم.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن حمزة الأسلمي، أنه رأى رجلًا على جمل آدم ينبع رحال الناس بمنى، ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - شاهد، والرجل يقول: "لا تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب".
قال قتادة: فذكر لنا أنّ ذلك المنادي كان بلالًا.
رواه أحمد (١٦٠٣٨)، والطبراني في الكبير (٣/ ١٧٣)، والدارقطني (٢٤٠٨) كلهم من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سليمان بن يسار، عن حمزة الأسلمي، فذكره.
قال الدارقطني: قتادة لم يسمع من سليمان بن يسار.
وفي الباب أيضًا عن عبد الله بن حذافة، أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أمره ينادي في أيام التشريق: "إنّها أيام أكل وشرب".
رواه الإمام أحمد (١٥٧٣٥)، والنسائي في الكبرى (٢٨٧٦) كلاهما من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي بكر، وسالم بن النضر، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن حُذافة، فذكره.
وفيه انقطاع؛ فإنّ سليمان بن يسار لم يدرك عبد الله بن حذافة كما قال الإمام أحمد، ذكره ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص ٨١).
ورُوي أيضًا عن ابن شهاب، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الله بن حذافة أيام مني يطوف ويقول: "إنّما هي أيام أكل وشرب وذكر الله".
رواه مالك في الحج (١٣٥) عنه مرسلًا - ومن طريقه رواه النسائي في "الكبري" (٢٨٧٩) تحقيق شعيب.
ورواه الإمام أحمد (١٠٦٦٤)، والنسائي في "الكبرى" (٢٨٩٦) كلاهما من حديث روح، حدّثنا صالح، قال: حدّثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الله بن حذافة، يطوف في منى، فذكر الحديث.
قال النسائي: صالح هو ابن أبي الأخضر، وحديثه هذا خطأ، لا نعلم أحدًا قال في هذا: سعيد ابن المسيب غير صالح، وهو كثير الخطأ، ضعيف الحديث في الزّهريّ، ونظيره محمد بن أبي حفصة، وكلاهما ضعيف. وروح بن عبادة ليس بالقوي عندنا".
وقال: وقد روي هذا الحديث يحيى بن سعيد، عن يوسف بن مسعود بن الحكم، عن جدته، أنها قالت: بينا نحن بمني إذ أقبل راكب سمعته ينادي: إنهن أيام أكل وشرب -على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- قلت: من هذا؟ قال: علي بن أبي طالب".