صحيح: رواه أبو داود (٢٤٢١)، والترمذي (٧٤٤)، وابن ماجه (١٧٢٦)، وأحمد (٢٧٠٧٥). وصححه ابن خزيمة (٢١٦٤)، والحاكم (١/ ٤٣٥) كلهم من حديث ثور، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء، فذكرته. ومنهم من جعله من مسند عبد الله بن بسر وهو صحابي أيضًا.
قال أبو داود: "هذا الحديث منسوخ". وقال: "عبد الله بن بسر حمصي، وهذا الحديث منسوخ، نسخه حديث جويرية. ونقل أبو داود في "سننه" عن مالك أنه قال: "هذا الحديث كذب".
ونقل البيهقي (٤/ ٣٠٢ - ٣٠٣) عن الأوزاعي أنه قال: "ما زلت له كاتمًا، ثم رأيته انتشر".
وقد قيل فيه اضطراب، قاله النسائيّ.
وبمقابل هذا، قال الترمذي: "حديث حسن. ومعني كراهته في هذا أن يخصّ الرجل يوم السبت بصيام؛ لأنّ اليهود تعظّم يوم السبت".
وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط البخاري. وقال: وله معارض بإسناد صحيح، وقد أخرجاه. فذكر حديث جويرية بنت الحارث كما مضى في باب النهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا.
وقول مالك: "هذا الحديث كذب" ردّه النووي في "شرح المهذب" (٦/ ٤٣٩) فقال: "هذا القول لا يقبل، فقد صحّحه الأئمة".
وردّ على قول أبي داود بأنه منسوخ قائلًا: "ليس كما قال".
إذا عرفت هذا فاعلم أنّ هذا الحديث صحيح الإسناد رجاله ثقات، ثور هو ابن يزيد الحمصي ثقة ثبت.
وخالد بن معدان الكلاعي حمصي أيضًا ثقة عابد من رجال الجماعة.
وعبد الله بن بسر صحابي صغير، وهو آخر من مات بالشّام.
وقد توبع نور بن يزيد وهو ما رواه أحمد (٢٧٠٧٧) عن الحكم بن نافع، قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن لقمان بن عامر، عن خالد بن معدان، بإسناده، نحوه. وهي متابعة جيدة؛ فإنّ إسماعيل بن عياش ثقة في روايته عن أهل بلده الشّاميين. وهذه منها.
وللحديث إسناد آخر عن عبد الله بن بسر نفسه، وهو ما رواه أحمد (١٧٦٨٦) عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن حسان، قال: سمعت عبد الله بن بسر، يقول: ترون يدي هذه، فأنا بايعت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ولا تصوموا يوم السبت إلّا فيما افتُرض عليكم". وهذا إسناد صحيح.
ويحيي بن حسان هو البكري الفلسطيني وقد توبع. رواه ابن حبان في "صحيحه" (٣٦١٥) عن أبي يعلى، قال: حدّثنا الحكم بن موسي، قال: حدّثنا مبشر بن إسماعيل، عن حسان بن نوح،