وقال الحاكم: "فليعلم طالب هذا العلم أن الإسنادين ليحيى بن أبي كثير قد حكم لأحدهما أحمد بن حنبل بالصحة، وحكم علي بن المديني للآخر بالصحة، فلا يعلل أحدهما بالآخر، وقد حكم إسحاق بن إبراهيم الحنظلي تحديث شدّاد بن أوس بالصّحة".
• عن شدّاد بن أوس، أنّه مرّ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زمن الفتح على رجل يحتجم بالبقيع لثمان عشر خلث من رمضان، فقال: "أفطر الحاجم والمحجوم".
صحيح: رواه أبو داود (٢٣٦٩)، وابن ماجه (١٦٨١)، وصحّحه ابن حبان (٣٥٣٣) كلّهم من طريق أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس، فذكره. وإسناده صحيح.
وقد نقل الترمذيّ في "العلل الكبير" (١/ ٣٦٢ - ٣٦٤) عن البخاري قال: ليس في الباب أصح من حديث ثوبان وشداد بن أوس.
فذكرت له الاضطراب. فقال: كلاهما عندي صحيح؛ فإنّ أبا قلابة روى الحديثين جميعًا.
رواه عن أبي أسماء، عن ثوبان، ورواه عن أبي الأشعث عن شداد".
قال الترمذي: وكذلك ذكروا عن ابن المديني أنه قال: حديث ثوبان، وحديث شدّاد صحيحان.
• عن ثوبان، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أفطر الحاجم والمحجوم".
صحيح: رواه أبو داود (٢٣٦٧)، وابن ماجه (١٦٠٨)، وصحّحه ابن خزيمة (١٩٦٢، ١٩٦٣)، وابن حبان (٣٥٣٢)، والحاكم (١/ ٤٢٧) كلّهم من حديث يحيي بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، فذكره.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين. وقال أحمد: وهو أصح ما رُوي في هذا الباب".
قلت: أبو أسماء اسمه عمرو بن مرثد الدمشقي من رجال مسلم وحده.
وفي الباب ما رُوي عن معقل بن سنان الأشجعي أنه قال: مرَّ علىَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أحتجم
في ثمان عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، فقال: "أفطرَ الحاجمُ والمحجوم".
رواه الإمام أحمد (١٥٩٠١) عن أبي الجواب، حدّثنا عمار بن رزيق، عن عطاء بن السائب، قال: حدّثني نفرٌ من أهل البصرة منهم الحسن، عن معقل بن سنان الأشجعيّ، فذكره.
اختلف في إسناده اختلافًا كثيرًا.
أوله: الاختلاف على عطاء بن السائب، فرواه عمار بن رزيق كما مضى، وكذلك رواه محمد ابن فضيل، عنه.
ومن طريقه رواه الطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٢٣٣).
وبقية الاختلافات ذكرها الدارقطني في "علله" (١٤/ ٥٢).
والاختلاف الثاني على الحسن وهو الإمام البصريّ المشهور، فمرة رواه عن معقل بن سنان، عن