أبا حذيفة يحدّث عن رجل من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكره.
قال أبو إسحاق: إنما يكون القمر كذلك صبيحة ليلة ثلاث وعشرين.
ورواه أحمد (٧٩٣)، وأبو يعلى (٥٢٥) كلاهما من حديث حُديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي حذيفة، عن علي، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله. إلا أن أبا يعلي قال فيه: "كأنه شق جفنة".
وهذا إسناد ضعيف من أجل حُديج بن معاوية فإنه سيء الحفظ؛ ولعلّ هذا من وهمه أن يروي عن أبي إسحاق، وجعل الحديث من مسند علي، وقد روي شعبة وغيره عن أبي إسحاق وجعل الصحابي غير مسمى. ورواية شعبة أشبه بالصواب.
وقد يكون الوهم من أبي إسحاق نفسه فإن شعبة روى عنه قبل الاختلاط، ولعل حديج بن معاوية روى عنه بعد الاختلاط. وقد سئل الدارقطني عن حديث شعبة فقال: "هو المحفوظ".
انظر: العلل (٥/ ١٨٦). وأبو حذيفة اسمه سلمة بن صهيب.
وأما قول أبي إسحاق: إنما يكون القمر كذلك صبيحة ليلة ثلاث وعشرين، فقد سبق القول لأبي الحسن الفارسي بأنها ليلة سبع وعشرين.
• عن معاوية بن أبي سفيان، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في ليلة القدر، قال: "ليلة القدر، ليلة سبع وعشرين".
صحيح: رواه أبو داود (١٣٨٦) عن عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، أخبرنا شعبة، عن قتادة، أنه سمع مطرفًا، عن معاوية بن أبي سفيان، فذكره.
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (٤/ ٣٠٢)، وصحّحه ابن حبان (٣٦٨٠). وإسناده صحيح.
• عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان متحريها، فليتحرها ليلة سبع وعشرين". وقال: "تحروها ليلة سبع وعشرين" يعني ليلة القدر.
صحيح: رواه الإمام أحمد (٤٨٠٨) عن يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، فذكره. وإسناده صحيح. ورواه أبو داود الطيالسي (٢٠٠٠) عن شعبة نحوه.
ورواه مالك، ومن طريقه مسلم (١١٦٥: ٢٠٦) عن عبد الله بن دينار، ولفظه: "تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر" كما سيأتي.
ويبدو هذا هو الصحيح، كما رواه أحمد (٦٤٧٤)، قال عبد الله: قرأت على أبي هذا الحديث، وسمعته سماعًا، قال: حدّثنا الأسود بن عامر، حدثنا شعبة، قال: عبد الله بن دينار، أخبرني قال: سمعت ابن عمر يحدث عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في ليلة القدر قال: "من كان متحريها، فليتحرّها في ليلة سبع وعشرين".
قال شعبة: وذكر لي رجل ثقة عن سفيان أنه كان يقول: إنما قال: "من كان متحريها فليتحرها