عن أيوب، عن أبي عثمان، عن أبي موسى، فذكر الحديث ولكن جاء عند البخاري بلفظ:"ولكن تدعون سميعا بصيرا"، والحديث له طرق وزيادات أخرى.
• عن ابن مسعود قال: اجتمع عند البيت ثلاثة نفر، قرشيان وثقفيّ أو ثقفيان وقرشيّ، قليل فقه قلوبهم، كثير لحم بطونهم، فقال أحدهم: أترون اللَّه يسمع ما نقول؟ وقال الآخر: يسمع إن جهرنا، ولا يسمع إن أخفينا. وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا. فأنزل اللَّه {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ}[سورة فصلت: ٢٢].
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٧)، ومسلم في كتاب صفات المنافقين (٢٧٧٥) كلاهما من حديث سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود، فذكره.
• عن أبي يونس سُليم بن جبير مولى أبي هريرة، قال: سمعتُ أبا هريرة يقرأ هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}[سورة النساء: ٥٨] قال: "رأيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه، قال أبو هريرة: رأيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرؤها ويضع إصبعيه".
قال ابن يونس: قال المقرئ: يعني أنّ اللَّه سميع بصير. يعني أنّ اللَّه سمعًا وبصرًا. قال أبو داود: وهذا ردٌّ على الجهميّة.
صحيح: رواه أبو داود (٤٧٢٨) عن علي بن نصر، ومحمد بن يونس النسائيّ، المعنى، قالا: حدثنا عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا حرملة -يعني ابن عمران- حدّثني أبو يونس سليم بن حبيب، فذكره. وإسناده صحيح.
وصحّحه ابن خزيمة وأخرجه في كتاب التوحيد (٤٩) وعنه ابن حبان في صحيحه (٢٦٥) عن محمد بن يحيى الذّهليّ، حدثنا عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، بإسناده، مثله.
• عن عائشة قالت: الحمد للَّه الذي وسِعَ سمعُه الأصوات، لقد جاءتْ خولةُ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تشكو زوجها، فكان يخفى عليّ كلامُها، فأنزل اللَّه عزّ وجلّ:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}[سورة المجادلة: ١].
صحيح: رواه النسائيّ (٣٤٦٠)، وابن ماجه (١٨٨) كلاهما من حديث الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة فقالت، مثله.
ورواه الإمام أحمد (٢٤١٩٥) من هذا الوجه، وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٨١). وذكره البخاريّ تعليقًا.