• عن المغيرة بن شعبة قال: سأل موسى ربَّه أن يريه أعلا منزلةً في الجنة. فقال: أولئك الذين أردت، فرست كرامتهم بيدي، وختمتُ عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر، ومصداقه في كتاب اللَّه عزّ وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [سورة السجدة: ١٧] الآية.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨٩) من طرق عن الشعبيّ يخبر عن المغيرة بن شعبة، فذكر في حديث طويل مخرّج في كتاب أهل الجنة والنار، وقد جاء هذا الحديث موقوفًا ومرفوعًا، والمرفوع أصح كما قال الترمذيّ (٣١٩٨)، ثم هو مما لا يقال بالرّأي فهو في حكم المرفوع.
• عن عمر بن الخطاب، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "التقى آدمُ وموسى. فقال موسى: أنت الذي خلقك اللَّه بيده، وأسجد لك ملائكته، ونفخ فيك من روحه، وأمر بأمر فعصيته. . . . ".
حسن: رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٦٢) عن أحمد بن عبدة الضّبيّ، قال: أخبرنا حمّاد بن زيد، عن مطر الورّاق، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، قال: "لما تكلّم معبد الجهني في القدر -فذكر الحديث بطوله- وفي الخبر قال عبد اللَّه بن عمر: حدثني عمر بن الخطاب، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل الكلام في مطر الورّاق غير أنه حسن الحديث.
وحديث عمر بن الخطاب في صحيح مسلم في كتاب الإيمان (٨) من طريق كهمس، عن عبد اللَّه ابن بريدة، غير أنه لم يذكر فيه قصة حجاج آدم وموسى.
ولكن رواه مسلم عن شيوخ آخرين منهم أحمد بن عبدة شيخ ابن خزيمة - قالوا: حدّثنا حماد ابن زيد، بإسناده.
قال مسلم: "وساقوا الحديث بمعنى حديث همس وإسناده، وفيه بعض زيادة ونقصان أحرف". انتهى.
فلعلّه يشير إلى هذه الزيادة التي عند ابن خزيمة.
ورواه اللالكائيّ في "أصول الاعتقاد" (١٠٣٧) من وجه آخر عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب، فذكر مثله. مع أنّ المصنف عزاه إلى مسلم، عن حجاج بن الشاعر، عن يونس بن محمد، عن المعتمر، هكذا قال: ومسلم ساق هذا الإسناد في كتاب الإيمان (٨/ ٤) ولم يذكر لفظ الحديث الذي ذكره اللالكائي، وإنما أحال على السابق وليس فيه ذكر قصة آدم وموسى فتنبه.
وقد جاء عن ابن عمر أنه قال: "خلق اللَّه أربعةَ أشياء بيده: العرش، وجنات عدن، وآدم، والقلم، واحتجب من الخلق بأربعة: بنار وظلمة، ونور وظلمة".