وعبد الملك بن عمير وإن كان من رجال الجماعة فقد وُصف بأنه يخطئ كثيرًا.
قال الإمام أحمد: "إنه مضطرب الحديث جدًّا مع قلّة روايته، ما أري له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها".
وقال أيضًا: "إنه ضعيف جدًا"، وعن ابن معين: "إنه مخلّط". وقال أبو حاتم: "عبد الملك بن عمير لم يوصف بالحفظ".
ولذا قال الدارقطني في "العلل" (١٥/ ٣١٠): "ويشبه أن يكون الاضطراب من عبد الملك".
وأمّا ما رُوي عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحجُّ المبرور ليس له جزاءٌ إلّا الجنّة" قالوا: يا نبي الله، ما برُّ الحجّ المبرور؟ قال: "إطعام الطّعام، وإفشاء السّلام". فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (١٤٤٨٢) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا محمد بن ثابت، حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر، به.
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (٤/ ٤٠) من طريق بكر بن بكار، عن محمد بن ثابت البناني، عن محمد بن المنكدر، به، مختصرًا بلفظ: "حج مبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
ومحمد بن ثابت بن أسلم البناني البصري، قال فيه يحيى بن معين: "ليس بشيء"، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال البخاري: "فيه نظر". انظر "تهذيب الكمال" (٦/ ٢٥٥ - ٢٥٦).
ورواه ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢١٤٦) وقال: "وله غير ما ذكرت وليس بالكثير، وعامة أحاديثه لا يتابع عليه".
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده (١٨٢٤) عن طلحة بن عمرو، عن محمد بن المنكدر به، بلفظ: "أفضل الأعمال إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله" قال: قلنا: ما برُّ الحجّ؟ قال: "إطعام الطعام، وطيب الكلام".
وإسناده ضعيف جدًّا، فيه طلحة بن عمرو الحضرمي المكي وهو متروك.
ورواه الحاكم (١/ ٤٨٣) من طريق أيوب بن سويد، ثنا الأوزاعي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما برُّ الحجّ؟ قال (فذكره بمثل حديث الطيالسي).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، لأنهما لم يحتجا بأيوب بن سويد لكنه حديث له شواهد كثيرة" اهـ.
قلت: بل إسناده ضعيف؛ لأن أيوب بن سويد الرّملي متكلم فيه، قال فيه ابن معين: "ليس بشيء يسرق الحديث"، وقال البخاري: "يتكلمون فيه"، وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال أبو حاتم: "لين الحديث"، وقال ابن عدي: "يقع في حديثه ما يوافقه الثقات، ويقع فيه ما لا يوافقونه عليه، ويكتب حديثه في جملة الضعفاء" انظر "تهذيب الكمال" (١/ ٣١٨).