وأروده الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٢٢٣) ولم ير هذه العلة قادحة ولذا اكتفى بقوله: "رواه البزار مرفوعًا وموقوفًا، ولم يسم شيخه في المرفوع".
وفي الباب ما رُوي عن عمرو بن معدي كرب الزُّبيديّ لقد رأيتنا من قرب، ونحن إذا حججنا قلنا:
لبيك تعظيمًا إليك عذرًا ... هذي زبيدا قد أتتك قصرًا
يقطعن خبنا وجبالًا وعرًا ... خلفوا الأنداد خلْوًا صفرًا
ولقد رأيتنا وقوفنا ببطن محسّر نخاف أن تتخطّفنا الجنّ، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ارتفعوا عن بطن عرنة، فإنهم إخوانكم إذ أسلموا" وعلمنا التلبية: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك لا شريك لك".
رواه الطبراني في "الأوسط" (٢٣٠٣)، و"الصغير" (١٥٧) عن أحمد بن محمد بن عباد الجوهريّ البغداديّ، حدّثنا محمد بن زياد الكلبيّ، حدّثنا شَرقي بن القُطاميّ، قال: سمعت أبا طلْق العائديّ، يحدّث عن شراحيل بن القعقاع، عن عمرو بن معدي كرب الزّبيديّ، فذكره.
هكذا في "الأوسط" و"الصغير" وقال فيهما: "لم يرو هذا الحديث عن شرقي بن القطاميّ إلا محمد بن زياد بن زبَّار الكلبيّ".
ورواه البزار -"كشف الأستار" (١٠٩٣) - من وجه آخر عن محمد بن زياد بن زبّار، بإسناده، ولكنه ذكر البيت هكذا:
هذي زبيد قد أتتك قسرًا ... تغدو بها مضمرات شزرًا
يقطعن خبتًا وجبالًا وعرًا ... قد تركوا الأصنام خلوا صفرًا.
وقال: "إسناده ليس بالثابت، وإنما يحتمل إذا لم نعرف غيره، وقد أسلم عمرو في زمن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولم يحدث بها".
وأعلّه الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٢٢٢) بعد أن عزاه للبزّار والمعاجم الثلاثة للطبراني: "وفيه شرقي بن قطاميّ، وهو ضعيف".
وهذا كله يشير إلى أن الطبراني في "المعجم الكبير" رواه أيضًا من هذا الوجه، ولكن رواه في "المعجم الكبير" (١٧/ ٤٦ - ٤٧) من طريق عمرو بن سمر، عن أبي طوق، عن شراحيل بن القعقاع، بإسناده، نحوه. ولا يلتقي إلّا في شراحيل بن القعقاع.
وقوله في "المعجمين" يشعر أنه لا يُروى هذا الحديث إلا من حديث محمد بن زياد الكلبي، عن شرقي بن القطامي فتنبّه.
وهو في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٣٣٢ - ٣٣٣) من هذا الوجه باختصار.
وعمرو بن شمر هذا هو الجعفيّ الكوفيّ ترجمه ابن حبان في المجروحين (٦١٧) وقال: "كان