ورواه مسلم أيضًا من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة مختصرًا بلفظ: "منّا من أهلَّ بالحجّ مُفردًا، ومنّا مَنْ قرن، ومنّا من تمتَّع".
• عن بكر (هو ابن عبد الله المزني) أنه ذكر لابن عمر: أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ. فَقَالَ أَهَلَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْحَجِّ وَأَهْلَلْنَا بِهِ مَعَهُ فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ: "مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً". وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - هَدْيٌ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ حَاجًّا فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "بِمَ أَهْلَلْتَ فَإِنَّ مَعَنَا أَهْلَكَ؟ ". قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: "فَأَمْسِكْ فَإِنَّ مَعَنَا هَدْيًا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٥٣، ٤٣٥٤) عن مسدّد، حدّثنا بشر بن المفضّل، عن حميد الطويل، حدّثنا بكر، فذكره.
وأخرجه مسلم في الحج (١٢٣٢) من وجه آخر عن حميد الطويل باختلاف في بعض ألفاظه، وفيه تأكيد من أنس بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبي بالحج والعمرة جميعا.
• عن عبد الله بن عمر، قال: "أهلْلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحجّ مفردًا".
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٣١) عن يحيى بن أيوب، وعبد الله بن عون الهلالي، قالا: حدثنَا عبّاد بن عبّاد المهلّبي، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن بن عمر، به. واللفظ برواية يحيى بن أيوب.
قال مسلم: وفي رواية ابن عون: "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهلَّ بالحجِّ مفرَدًا".
وفي الباب ما روي عن ابن عباس، قال: أهلّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالحج (أي مفردًا) فلما قدم طاف بالبيت وبين الصفا والمروة -وقال ابن شوكر: ولم يقصر- ثم اتفقا: ولم يحل من أجل الهدي، وأمر من لم يكن ساق الهدي أن يطوف ويسعى ويقصر ثم يحل.
زاد ابن منيع في حديثه: "أو يحلق ثم يحل".
رواه أبو داود (١٧٩٢) عن الحسن بن شوكر وأحمد بن منيع، قالا: حدّثنا هشيم، عن يزيد بن أبي زياد -المعنى-، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل يزيد بن أبي زياد وهو الهاشميّ مولاهم الكوفي ضعيف باتفاق أهل العلم.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (٢١٥٢) وبه أعلّه المنذريّ في "مختصره"، ولكن
الحديث صحيح عن ابن عباس بأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كما سبق في فسخ الحج إلى العمرة.
ويجمع بين قولي أنس وعائشة كما قاله الخطابي في "معالم السنن"، قال: "وقد يحتمل ذلك وجهًا آخر، وهو أن يكون بعضهم سمعه يقول: "لبيك بحج" فحكى أنه أفردها وخفي عليه قوله: "وعمرة"، فلم يحك إلا ما سمع، وهو: عائشة، ووعي غيره الزيادة فرواها وهو أنس حين قال: