رواه البيهقي (٥/ ٧٥) وفيه عمر بن إبراهيم العبدي، عن قتادة، عن أنس، وفي حديثه عن قتادة مناكير كما قال الإمام أحمد، وفي غيره ثقة.
وفي الباب أحاديث أخرى كما ذكرها الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٢٤٢) إلّا أنها كلها ضعيفة.
• عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب".
حسن: رواه ابن خزيمة (٢٧٣١)، والحاكم (١/ ٤٥٦)، والبيهقي (٥/ ٧٥) كلّهم من حديث أيوب بن سويد، عن يونس، عن الزهريّ، عن مسافع بن شيبة الحجبي، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
قال الحاكم: "هذا حديث تفرّد أيوب بن سويد عن يونس، وأيوب ممن لم يحتجا به إلا أنه من أجلّة مشايخ الشّام".
وقال ابن خزيمة: "هذا الخبر لم يسنده أحدٌ أعلمه من حديث الزهريّ غير أيوب بن سويد إن كان حفظ عنه".
قلت: ليس كما قال، بل أسنده ايضًا أحمد بن شبيب، عن أبيه، عن يونس، عن الزهري، وزاد فيه: "وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي". رواه البيهقيّ.
ووالد أحمد هو شبيب بن سعيد وهو لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه.
وهذا متابع قوي لأيوب بن سويد الذي غالب أهل العلم على تضعيفه إلّا قوله: "وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي" فإنّها زيادة منكرة، لم يتابع عليها.
وروي هذا الحديث من غير طريق الزهري من وجهين آخرين:
فرواه الترمذي (٨٧٨) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يزيد بن زريع.
والإمام أحمد (٧٠٠) عن عفّان كلاهما -أعني يزيد وعفّان- عن رجاء أبي يحيى، عن مسافع ابن شيبة، قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول (فذكر الحديث).
وفي مسند الإمام أحمد: أنشد بالله ثلاثًا، ووضع إصبعه في أذنيه: لسمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول (فذكره).
وهذا شاهد لحديث الزهري كما قال الحاكم أي متابعًا له.
وصحّحه النووي في "المجموع" (٨/ ٣٦) وقال: "رواه البيهقيّ بإسناد صحيح على شرط مسلم".
قال الترمذيّ: "وقد رُوي عن عبد الله بن عمرو موقوفًا".
قلت: كذا قال أيضًا أبو حاتم في "العلل" (٨٩٩)، ولكن من رواية الزهري وشعبة كلاهما عن مسافع بن شيبة. وقال: "وهو أشبه، ورجاء شيخ ليس بقوي".
قلت: وأخرجه أيضًا ابن خزيمة (٢٧٣٢) من طريق أبي يحيى، وقال: "لست أعرف أبا رجاء