للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حبان: "كان يضع الحديث على الثقات"، وقال الدارقطني: "متروك"، وهو من رجال "التهذيب"، قال الحافظ في "التقريب": "ضعيف".

وكذلك لا يصح ما روي عن محمد بن عبد الله بن السائب، عن أبيه أنه كان يقود ابن عباس، فيقيمه عند الشّقة الثالثة مما يلي الرّكن الذي يلي الحجر مما يلي الباب، فيقول له ابنُ عباس: "أُنبئت أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي هنا؟ فيقول: نعم. فيقوم فيصلي".

رواه أبو داود (١٩٠٠)، والنسائي (٢٩٢١) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، حدّثنا السائب بن عمرو المخزوميّ، حدثني محمد بن عبد الله بن السائب، فذكره. ومحمد هذا مجهول، قاله أبو حاتم.

وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عباس، أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما بين الركن والباب ملتزم من دعا مِنْ ذي حاجة أو كربة أو ذي غمّة فرّج عنه بإذن الله".

رواه الطبرانيّ في "الكبير" (١١/ ٣٢١)، وابن عدي في "الكامل" واللفظ له. وفيه عباد بن كثير الثقفيّ البصريّ متروك. قال أحمد: "روى أحاديث كذب". وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٢٤٦).

وروي عن ابن عباس بأسانيد أخرى كلّها هالكة. وروي عنه موقوفًا بإسناد صحيح.

رواه عبد الرزاق (٩٠٤٧) عن ابن عيينة، عن عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهد، قال: قال ابن عباس: "هذا الملتزم بين الركن والباب".

وروى عبد الرزاق (٩٠٤٥) بسند صحيح عن مجاهد قال: "جئتُ ابن عباس وهو يتعوّذ بين الرّكن والباب".

ورواه البيهقي (٥/ ١٦٤) من حديث أبي الزبير عنه: أنه كان يلزم ما بين الركن والباب، ويقول: "ما بين الركن والباب يدعى الملتزم لا يلزم ما بينهما أحدٌ يسأل الله شيئًا إلّا أعطاه إياه".

قال النوويّ في "المجموع" (٨/ ٢٦١): "رواه البيهقيّ موقوفًا على ابن عباس بإسناد ضعيف" ثم قال: "وقد سبق مرّات أن العلماء متفقون على التّسامح في الأحاديث الضّعيفة في فضائل الأعمال ونحوها مما ليس في الأحكام" انتهى.

ورُوي عن هشام بن عروة، عن أبيه: "أنه كان يلصق بالبيت صدره ويده وبطنه".

وقال منصور: سألت مجاهدًا: إذا أردت الوداعَ كيف أصنع؟ قال: "تطوف بالبيت سبعًا، وتصلي ركعتين خلف المقام، ثم تأتي زمزم فتشرب من مائها، ثم تأتي الملتزم ما بين الحجر والباب، فتستلمه، ثم تدعو، ثم تسألُ حاجتك، ثم تستلم الحجر وتنصرف".

واستحبّ الشافعيّ للحاج إذا طاف للوداع أن يأتي الملتزم فيلصق بطنه وصدره بحائط البيت ويبسط يديه على الجدار، فيجعل اليمني مما يلي الباب، واليسرى مما يلي الحجر الأسود، ويدعو بما أحبّ من أمر الدنيا والآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>