رواه الترمذيّ (٨٦٩) عن أبي مصعب المدني -قراءة عن عبد العزيز بن عمران- فذكره.
وقال: وحدثنا هناد، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أنه كان يستحب أن يقرأ في ركعتي الطواف بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، وَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}.
قال الترمذيّ: "وهذا أصح من حديث عبد العزيز بن عمران، وحديث جعفر بن محمد، عن أبيه في هذا أصح من حديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وعبد العزيز بن عمران ضعيف في الحديث" انتهى.
ورواه الإمام أحمد (١٤٤٤٠) عن يحيى بن سعيد القطان عنه، وفيه: قال أبو عبد الله -يعني جعفرًا-: "فقرأ فيها بالتوحيد: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، وَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} ".
فقوله: "فقرأ فيها" يحتمل أن يكون الفاعل هو النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو الظاهر لأنه عطف عليه قوله: "ثم استلم الحجر، وخرج إلى الصّفا، ثم قرأ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: ١٥٨]، ثم قال: "نبدأ بما بدأ الله به" ... " الحديث؛ لأنّ هذا الفعل كله كان من النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولا يعقل أن يجعل جزءًا منه من فعل والده جعفر -وهو محمد بن علي بن حسين الباقر-، والباقي من النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.
ولكن رواه أبو داود (١٩٠٩) من حديث يحيي بن سعيد القطان، وقال: "وأدرج في الحديث عند قوله {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، قال: فقرأ فيها بالتوحيد، {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} ".
وقال فيه: قال علي رضي الله عنه بالكوفة. قال أبي: هذا الحرف لم يذكره جابر: فذهبت محرّشًا، وذكر قصة فاطمة رضي الله عنها" انتهى.
فذهب أبو داود إلى التأكيد بأنّ يحيى بن سعيد القطّان قد أدرج في الحديث.
وكذلك قال الخطيب في "المدرج" (٢/ ٦٧١) بأن يحيى بن سعيد كان يدرج في روايته أحرفًا ويجعلها مرفوعةً، وذكر قراءة هاتين السورتين خاصة في هذا الحديث وقال: "إنّما هو حكاية جعفر ابن محمد، عن أبيه كما بينه أبو إدريس، عن جعفر. وكذلك رواه وهيب، عن ابن جريج، عن جعفر، عن أبيه وقالا: لم يذكر ذلك في حديث جابر".
ثم ساق الخطيب رواية أبي أويس بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، وجاء فيه: قال جعفر: "وكان يقرأ فيهما بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} ".
قلت: لا تختلف رواية أبي أويس عن رواية يحيى بن سعيد القطان في عدم تحديد الفاعل، والسياق واحد.
ورواية وهيب بن خالد، أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (١٧٧٣)، والخطيب في "المدرج" (٢/ ٦٧٢) عنه، عن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جابر. وجاء فيه: "وصلى ركعتين. قال أبي: وكان يستحبّ أن يقرأ فيها بالتوحيد {قُلْ