ساق فيخرُّ كلّ من كان يسجد طائعًا ساجدًا ويبقي فوم ظهورهم كصياصي البقر، يريدون السُّجود فلا يستطيعون. . . ".
وفي رواية: "يكشف اللَّه عن ساقه".
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٩/ ٤١٦ - ٤٢١) عن عليّ بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان، ثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره في حديث طويل.
وإسناده حسن من أجل الكلام في أبي خالد الدّالانيّ غير أنه حسن الحديث. انظر تخريجه مفصّلًا في باب رؤية المؤمنين ربَّهم يوم القيامة، وقد أشار البيهقيّ في "الأسماء والصفات" (٢/ ١٨٢) إلى حديث ابن مسعود هذا المرفوع.
والرّواية الثانية عند عبد اللَّه بن أحمد في السنة (١٢٠٣).
وقوله: "صياصي البقر" أي قرونها.
قال ابن منده في "الرّد على الجهمية" (ص ٣٦) بعد أن أخرج حديث أبي سعيد الخدريّ: "هذا حديث ثابت باتفاق من البخاريّ ومسلم بن الحجّاج".
وقد اختلف الصّحابة في معنى قوله عزّ وجلّ: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}، فروي عن ابن مسعود ما يوافق المرفوع من طريقه: عبد الرزاق، عن الثوريّ، عن مسلمة بن كهيل، عن أبي الزّعراء، عن ابن مسعود في قوله عزّ وجلّ: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال: "عن ساقيه".
قال ابن منده: "هكذا قراءة ابن مسعود -يَكْشِفُ- بفتح الياء، وكسر الشّين. وعنه أيضًا في قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال: عن ساقه فيسجد كلُّ مؤمن، ويقسو كلّ كافر فيكون عظما واحدًا".
وقال البيهقيّ في "الأسماء والصّفات" (٢/ ١٨٢): "اختلفت الرّوايات عن عبد اللَّه بن عباس في قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} فروى أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} بالياء وضمّها. وقال يعقوب الحضرميّ عن ابن عباس أنه قرأ {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} -تكشف- بالتاء المفتوحة، ومعنى تكشف القيامة عن شدّة شديدة، والعرب تقول: كشف هذا الأمر عن ساق، إذا صار إلى شدّة ومنه قول الشّاعر:
كشفت لهم عن ساقها ... وبدا من الشّر الصّراح
ذكره ابن جرير الطبريّ في تفسيره، انظر لمزيد من الآثار التي ساقها البيهقيّ في "الأسماء والصفات" (٢/ ١٨٣).
قلت: هذا التفسير عن ابن عباس بناءً على أنّ السّاق لم ينسب إلى اللَّه سبحانه وتعالى في الآية