قال: قلت لأبي داود الطيالسيّ: إنّ محمد بن الحسن صاحب الرأي حدّثنا عن الحسن بن عمارة، به، فذكره.
فقال أبو داود (يعني الطيالسيّ) -وجمع يده إلى نحره- ثم قال: "مَنْ هذا كان شعبة يشق بطنه من الحسن بن عمارة".
ثم رواه الدارقطني (٢٦٣٠) من طريق عباد بن يعقوب، حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي رضي الله عنه: أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان قارنًا فطاف طوافين، وسعى سعيين.
قال الدّارقطنيّ: "عيسي بن عبد الله، يقال له: مبارك، وهو متروك الحديث".
وقال البيهقيّ -كما في مختصر الخلافيات (٣/ ٢٠٦) -: وقال أبو عبد الله الحاكم: "إنه روي عن أبيه، عن آبائه أحاديث موضوعة".
وله طريق آخر عن علي، أخرجه النسائي في "مسند علي" -كما في نصب الراية (٣/ ١١٠) - عن حماد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية، قال: طفتُ مع أبي -وقد جمع بين الحج والعمرة-، فطاف لهما طوافين، وسعى لهما سعين، وحدّثني أنّ عليًا فعل ذلك، وقد حدّثه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك.
وأشار إليه البيهقيّ في "الخلافيات" -كما في "مختصره" (٣/ ٢٠٦) - فقال: "وروي بإسناد فيه مجهول يقال له حماد بن عبد الرحمن، به، فذكره" ثم قال: "ومثل ذلك لا يصح".
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" (٣/ ٥٢٤): "وحمّاد ضعّفه الأزديّ، وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات". وقال بعض الحفاظ: حماد هذا مجهول، وهذا الحديث لا يصح".
وكذلك لا يصح أيضًا ما رُوي عن ابن مسعود قال: "طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرته وحجّته طوافين وسعى سعيين، وأبو بكر وعمر وعلي". رواه الدارقطني (٢٦٣١) من طريق عبد العزيز بن أبان، حدّثنا أبو بردة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله (يعني ابن مسعود)، فذكره.
قال الدارقطنيّ: "أبو بردة هذا هو عمرو بن يزيد ضعيف، ومَنْ دونه في الإسناد ضعفاء".
ولا يصح أيضًا ما رُوي عن عمران بن حصين: "أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - طاف طوافين، وسعى سعيين".
رواه الدارقطني (٢٦٣٢) قال: حدّثنا أبو محمد بن صاعد -إملاء-، حدّثنا محمد بن يحيي الأزديّ، حدّثنا عبد الله بن داود، عن شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرِّف، عن عمران بن حصين، فذكره.
ورجاله ثقات لكنه معلول. قال الدارقطني عقبه: "قال لنا ابن صاعد: خالف محمد بن يحيي غيرَه في هذه الرواية".
قال الدارقطني: "يقال: إنّ محمد بن يحيى الأزدي حدّث بهذا من حفظه فوهم في متنه،