• عن ابن عباس، أنه دفع مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة فسمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وراءه زَجْرًا شديدًا، وضرْبًا وصوْتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: "أيُّها الناسُ، عليكم بالسّكينة، فإنّ البرَّ ليس بالإيضاع".
صحيح: رواه البخاريّ في الحج (١٦٧١) عن سعيد بن أبي مريم، حدّثنا إبراهيم بن سويد، حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطّلب، أخبرني سعيد بن جبير مولى والبة الكوفي، حدثني ابن عباس، فذكره.
قوله: "فإنّ البرّ ليس بالإيضاع" أي ليس بالسّير السريع، فبيّن - صلى الله عليه وسلم - أن تكلّف الإسراع في السير ليس من البر أي مما يتقرّب به. انظر: الفتح (٣/ ٥٢٢).
• عن جابر بن عبد الله قال: ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شنق للقصواء الزّمام، حتى إنَّ رأسَها ليصيبُ موركَ رحله ويقول بيده اليمني: "أيها الناس، السّكينةَ السّكينة" الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢١٨) من طريق حاتم بن إسماعيل المدنيّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكر بطوله في صفة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
• عن الفضل بن عباس -وكان رديفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -- أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا: "عليكم بالسّكينة" وهو كافٌّ ناقته.
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٨٣) من طريق أبي الزبير عن أبي معبد مولى ابن عباس، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، به.
• عن ابن عباس، أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أفاض من عرفة، وأسامة ردفُه. قال أسامة: فما زال يسيرُ على هيئته حتى أتى جمعًا.
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٨٦: ٢٨٢) من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره.
قوله: "على هيئته" أي على عادته في السكون والرفق.
وفي هذه الأحاديث بيان لكيفية سيره - صلى الله عليه وسلم - عند الدّفع من عرفة إلى مزدلفة وأنه في رفق وسكينة لا سيما في حال الزّحام، لكن إذا وجد فرجة واتساعًا في الطريق أسرع.
• عن أسامة أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أفاض من عرفة، ورديفه أسامة. فجعل يكبح راحلته حتى إن ذفراها لتكاد أن تمس -وربما قال حماد: أن تصيب- قادمة الرحل. وهو يقول: "يا أيها الناس عليكم بالسكينة والوقار، فإن البر ليس في إيضاع الإبل".
صحيح: رواه النسائي (٣٠١٨) وأحمد (٢١٧٥٦) والبيهقي (٥/ ١١٩) كلهم من طرق عن حماد بن