حصيات يكبِّرُ مع كلِّ حصاة. قال: فقلت: يا أبا عبد الرحمن إنّ الناس يرمونها من فوقها؟ فقال: هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٧٥٠)، ومسلم في الحجّ (١٢٩٦: ٣٠٦) كلاهما من طريق الأعمش، به، واللفظ لمسلم.
• عن جابر، قال: حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبِّر مع كلِّ حصاة منها ... الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الحجّ (١٢١٨) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر، فذكره في صفة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأمّا ما رُوي عن قتادة قال: سمعت أبا مجلز يقول: "سألت ابن عباس عن شيء من أمر الجمار. قال: ما أدري أرماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بست أو سبع؟ ". فشاذ.
رواه أبو داود (١٩٧٧)، والنسائي (٣٠٧٨) كلاهما من طريق خالد بن الحارث، حدّثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أبا مجلز يقول: فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٣٥٢٢) من وجه آخر عن شعبة، عن قتادة، عن أبي مجلز، أنّ رجلًا أتى ابن عباس فقال: إني رميت بست أو سبع؟ قال: ما أدري أرمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمرة بست أو سبع.
وإسناده فيه شذوذ ومخالفة لما ثبت باليقين من فعل النّبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه به أنهم رموا سبع حصيات، كما أنّ البيهقيّ (٥/ ١٤٩) رواه من طريق حماد بن سلمة، ثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، أن رجلًا سأل ابن عمر فقال: إنّي رميت الجمرة، ولم أدر رميتُ ستًا أو سبعًا؟ قال: ائتِ ذاك الرجل -يريد عليًّا رضي الله عنه- فذهب، فسأله، فقال: أما أنا لو فعلت في صلاتي لأعدت الصّلاة، فجاء فأخبره بذلك فقال: صدق أو أحسن" انتهى.
ففي هذا الأثر فتوي علي بن أبي طالب بإعادة الرمي لمن شكّ في العدد، وهو مخالف لما روي عن ابن عباس.
وفي الباب ما رُوي عن جابر قال: لا أدري بكم رمي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ رواه الإمام أحمد (١٤٨٣٢) عن سليمان بن حيان، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
ورواه أيضًا (١٥٢٠٨) عن روح، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: "ولا أدري بكم رمي الجمرة".
وفيه مخالفة لما ثبت عن جابر بن عبد الله في صفة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي رواها مسلم -وقد مضى قريبًا-، وفيه: "أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رمي بسبع حصيات" بالجزم بدون شك، واليقين مقدّم على الشّك.
وروي أيضًا عن سعد بن أبي وقاص -واسمه مالك-. قال: "رمينا الجمار - أو الجمرة في حجتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جلسنا نتذاكر، فمنا من قال: رميتُ بست، ومنا من قال: رميتُ بسبع، ومنّا