فذكره.
وإسناده حسن من أجل صالح مولى التوءمة، فإنه مختلف فيه وقد اختلط، فقال ابن عدي: "لا بأس به إذا سمعوا منه قديما مثل ابن أبي ذئب وابن جريج وزياد بن سعد وغيرهم".
قلت: موسى بن عقبة ممن سمع منه قديما كما قال البخاري في العلل الكبير (ص: ٣٤) طبعة السامرائي.
ورُوي عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما جعل الطّواف بالبيت وبين الصّفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله".
رواه أبو داود (١٨٨٨)، والترمذيّ (٩٠٢) كلاهما من حديث عيسي بن يونس، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.
واللّفظ لأبي داود. وأما الترمذيّ فلم يذكر فيه: "الطّواف بالبيت". وقال: "حديث حسن صحيح".
قلت: فيه عبيد الله بن أبي زياد مختلف فيه، فوثقه ابن معين في رواية، وضعّفه في روايات أخرى. وقال أحمد: صالح. وأكثر أهل العلم على تضعيفه ولذا قال الحافظ في "التقريب": "ليس بالقوي".
ومن ضعفه أنه اضطرب في رفع هذا الحديث ووقفه.
فرواه عيسى بن يونس عنه مرفوعًا كما رأيت.
ومن هذا الطريق رواه ابن خزيمة (٢٨٨٢) وكذلك رواه عنه سفيان مرفوعًا إلا أنه اختلف عليه. فرواه وكيع عنه، عن عبيد الله مرفوعًا.
ومن طريقه رواه الحاكم (١/ ٤٥٩) وقال: "صحيح الإسناد". وتابعه أبو نعيم في رفعه عن سفيان، عنه.
ورواه أبو قتيبة، عن سفيان، عنه فلم يرفعه. وكذلك رواه يحيى القطان عن عبيد الله فلم يرفعه، وقال: "قد سمعته يرفعه ولكني أهابه". ورواه ابن أبي مليكة عن القاسم، عن عائشة فلم يرفعه.
ورواه حسين المعلم عن عطاء، عن عائشة، فلم يرفعه. ذكر ذلك كله البيهقيّ (٥/ ١٤٥).
وذكره ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٦٣٤ - ١٦٣٥)، والذهبي في "الميزان" مما أنكر عليه إلا أن ابن عدي قال: "وقد حدّث عنه الثقات، ولم أرَ له شيئًا منكرًا فأذكره". لعله يقصد به غير ما ذكرت.
وذكر الدّارقطنيّ هذا الحديث في "العلل" (١٥/ ١٢٢) وبين الاختلاف في رفعه ووقفه إلا أنه لم يرجّح شيئًا.
وفي الباب ما رُوي عن أبي سعيد، قال: قلنا يا رسول الله، هذه الجمار التي يُرمي بها كلّ عام فنحتسب أنها تنتقص؟ فقال: "إنّه ما تقبّل منها رُفع، ولولا ذلك لرأيتها أمثال الجبال".