وللمقصِّرين؟ قال:"اللهمّ! اغفر للمحلقين". قالوا: يا رسول الله، وللمقصِّرين؟ قال:"وللمقصِّرين".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٧٢٨)، ومسلم في الحجّ (١٣٠٢) كلاهما من طريق محمد ابن فضيل، حدّثنا عُمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكره. واللّفظ لمسلم.
• عن أمّ الحصين الأسلميّة، أنّها سمعت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في حجّة الوداع دعا للمحلّقين ثلاثًا، وللمقصّرين مرّة.
صحيح: رواه مسلم في الحجّ (١٣٠٣) من طريق شعبة، عن يحيى بن الحصين، عن جدّته، أنّها سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - (فذكرته).
• عن عبد الله بن عباس قال: حلق رجال يوم الحديبية وقصر آخرون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحم الله المحلِّقين" قالوا: يا رسول الله! والمقصرين؟ قال:"يرحم الله المحلّقين" قالوا: يا رسول الله! والمقصرين؟ قال:"يرحم الله المحلِّقين" قالوا: يا رسول الله والمقصِّرين؟ قال:"والمقصِّرين". قالوا: فما بال المحلِّقين يا رسول الله ظاهرتَ لهم الرّحمة؟ قال:"لم يشكُّوا". قال: فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
حسن: رواه الإمام أحمد (٣٣١١)، واللّفظ له، والطّحاويّ في شرح معانيه (٤٠٥٧)، وابن ماجه (٣٠٤٥) مختصرًا، كلّهم من حديث محمد بن إسحاق، حدّثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه مدلس حسن الحديث إذا صرّح.
وقوله:"ظاهرت لهم الرحمة" أي جمعت وكررتَ لهم الرّحمة.
وقوله:"لم يشكوا" أي لم يعاملوا معاملة من يشك في جواز الّتحلّل، أي من قصّر فكأنّه شكّ في جواز التّحلل حتى اقتصر في التّحلّل على بعضه، ومن حلق فلا شكّ منه أي لم يعاملوا معاملة من يشك في أنّ الاتباع أحسن، وأمّا من قصر فقد عامله معاملة الشاك في ذلك، حيث ترك فعله - صلى الله عليه وسلم -. قاله السنديّ في حاشية المسند.
• عن مالك بن ربيعة، أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"اللهم! اغفر للمحلقين". قال: يقول رجل من القوم: والمقصرين؟ فقال: يا رسول الله! في الثالثة أو في الرابعة: "والمقصرين". ثم قال: وأنا يومئذ محلوق الرّأس، فما يسرني بحلق رأسي حمر النّعم أو فِطْرًا عظيمًا.
حسن: رواه الإمام أحمد (١٧٥٩٨) من حديث أوس بن عبيد الله أبي مقاتل السّلوليّ، قال: