للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"أليست بالبلدة الحرام؟ " قلنا: بلى، قال: "فإنّ دماءكم، وأموالكم، عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربَّكم، ألا هلْ بلغتُ؟ ". قالوا: نعم. قال: "اللَّهمّ، اشْهد، فليبلِّغ الشّاهدُ الغائب، فربَّ مبلَّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفّارًا، يضربُ بعضُكم رقاب بعض".

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٧٤١)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٣١) كلاهما من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، حدّثنا قرة بن خالد، حدّثنا محمد بن سيرين، أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة -رضي الله عنه-، فذكره. واللّفظ للبخاريّ.

ورواه البخاريّ في المغازي (٤٤٠٦)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٢٩) كلاهما من طريق عبد الوهاب الثقفيّ، حدّثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، به، أنه قال: "إنّ الزّمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرم، ثلاثة متواليات: ذو القَعدة، وذو الحِجّة، والمحرم، ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان". ثم قال: "أيّ شهر هذا؟ " ثم ذكره بنحوه. وزاد بعد قوله: "فإنّ دماءكم وأموالكم" قال محمد -يعني ابن سيرين-: وأحسبه قال: "وأعراضكم".

ورواه البخاريّ في العلم (٦٧)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٣٠) كلاهما من طريق عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، به، قال: "لما كان ذلك اليوم، قعد على بعيره، وأخذ إنسان بخطامه، فقال: "أتدرون أيّ يوم هذا" فذكره بنحوه، وفيه قوله: "وأعراضكم" بالجزم.

وزاد مسلمُ في آخره: قال: "ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما، وإلى جزيعة من الغنم فقسمها بيننا".

وهي زيادة مدرجة ليست من حديث أبي بكرة، وإنّما هي من رواية محمد بن سيرين، عن أنس ابن مالك في خطبة عيد الأضحى، كما في الصحيحين، وغيرهما.

قال القاضي عياض: "والأشبه أنّ هذه الزّيادة إنما هي في حديث آخر في خطبة عيد الأضحى، فوهم فيها الرّاوي، فذكرها مضمومة إلى خطبة الحجة، أو هما حديثان ضمّ أحدهما إلى الآخر، وقد ذكر مسلم هذا بعد هذا في كتاب الضّحايا من حديث أيوب وهشام عن ابن سيرين، عن أنس: "أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صلّى، ثم خطب، فأمر من كان ذبح قبل الصلاة أن يعيد" ثم قال في آخر الحديث: "فانكفأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كبشين أملحين فذبحهما، فقام الناسُ إلى غنيمة فتوزّعوها" فهذا هو الصّحيح، وهو دافع للاشكال" اهـ. نقلًا عن شرح صحيح مسلم للنووي (١١/ ١٧٠ - ١٧١).

ويراجع أيضًا العلل الدارقطني سؤال (١٢٦٥)، (١٢٦٨) فقد أعلّه بنحو ذلك، ووهّم راويه عبد الله بن عون.

قلت: وحديث أنس المشار إليه سيأتي تخريجه في كتاب الأضاحي.

<<  <  ج: ص:  >  >>