صالح" بين يزيد بن عبد الله بن قسيط، وبين أبي هريرة (٣١١٦). وقال: "لم يرو هذا الحديث عن يزيد إلا أبو صخر، ولا عن أبي صخر إلا حيدة، تفرّد به عبد الله بن يزيد".
ولا يضرّ تفرّد هؤلاء فهم كلهم ثقات، وهذا الطريق يقوي ما قبله.
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلّوا عليّ فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم".
حسن: رواه أبو داود (٢٠٤٢) عن أحمد بن صالح، قال: قرأت على عبد الله بن نافع، أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عبد الله بن نافع وهو الصائغ المخزوميّ مولاهم فإنه إذا حدّث من حفظه أخطأ، وإذا حدّث من الكتاب يصيب، وإنه هنا حدّث من الكتاب.
ومن طريقه رواه الإمام أحمد (٨٨٠٤).
وقوله: "عيدا" أي لا تجعلوه مجمعًا كالأعياد التي يقصد الناس الاجتماع إليها للصّلاة، بل يزار قبره صلوات الله وسلامه عليه كما كان يزوره الصحابة رضوان الله عليهم على الوجه الذي يرضاه ويحبه صلوات الله وسلامه عليه" قاله ابن القيم في "تهذيب السنن" (٢/ ٤٤٧).
• عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ لله ملائكة سياحين في الأرض يبلّغون من أمّتي السّلام".
صحيح: رواه النسائيّ في المجتبي (١٢٨٢)، وفي اليوم والليلة (٦٦)، والإمام أحمد (٣٦٦٦)، وصحّحه ابن حبان (٩١٤)، والحاكم (٢/ ٤٢١) كلّهم من طرق عن سفيان، عن عبد الله ابن السائب، عن زاذان، عن عبد الله فذكره.
وإسناده صحيح. انظر للمزيد: جموع أبواب الإيمان بالملائكة.
وكان ابن عمر إذا قدم من السفر أتي القبر، فقال: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه".
وفي رواية: بدأ بقبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى عليه وسلّم، ودعا له، ولا يمسّ القبر.
رواه البيهقيّ في الكبرى (٥/ ٢٤٥)، وفي الصغري (١٧٤٩ - بترقيمي).
قال الإمام مالك، وأحمد، والشافعي: يقول ذلك مستقبل الحجرة.
ولا يقف عند القبر للدعاء لنفسه؛ لأنّ أحدًا من الصحابة لم يكن يفعله، ولكن كانوا يستقبلون القبلة.
وفي الباب عن علي بن حسين، عن أبيه، عن جدّه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، فإنّ تسليمكم يبلغني أينما كنتم".
رواه أبو يعلى (٤٦٩) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا جعفر بن إبراهيم