للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح" "المجمع" (٣/ ٢٧٩).

قلت: وهو كذلك وعبد الله بن عثمان بن خثيم "صدوق" من رجال مسلم.

• عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: لم يعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرة إلّا في ذي القعدة.

صحيح: رواه ابن ماجه (٢٩٩٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة، فذكرته.

وإسناده صحيح. وفي سماع مجاهد من عائشة خلاف، والصحيح أنه ثابت.

• عن عائشة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر عمرتين: عمرة في ذي القعدة، وعمرة في شوال.

صحيح: رواه أبو داود (١٩٩١) عن عبد الأعلى بن حماد، حدّثنا داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته إلا أن قولها: "شوال" لا بد من تأويله -أي في آخر شوال وأوائل ذي القعدة كأنها تقصد أنه - صلى الله عليه وسلم - أحرم في آخر شوال، وكانت عمرته في ذي القعدة كما قال أنس وغيره. لأنّ الثابت في الأحاديث الصحيحة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - اعتمر في ذي القعدة.

وقولها: "عمرتين" تعني مستقلتين.

ورواه البيهقيّ (٤/ ٣٤٦) من حديث عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة، ثنا أبو يحيى ابن أبي ميسرة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد العزيز بن محمد، أبنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عمر: عمرة في شوال، وعمرتين في ذي القعدة".

تقصد غير عمرته التي كانت في الحجّ.

وأمّا ما رواه الدارقطنيّ (٢٢٩٣) من طريق العلاء بن زهير، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، قالت: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عُمرة في رمضان فأفطرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وصمتُ، وقَصَر وأتممتُ، فقلت: يا رسول الله، بأبي وأمي أفطرتَ وصمتُ، وقصرتَ وأتممتُ؟ فقال: "أحسنتِ يا عائشة".

فهو حديث غلط، بل ادّعى البعض أنه مكذوب؛ لأنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يعتمر في رمضان قط، ولأنّ عائشة ما كانتْ تخالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخاصة في العبادات التي هي توقيفية.

وذكر ابن القيم في "الزاد" أنّ الحديث لا يصح، ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله: "هو كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

واختلف حكم الدّارقطني عليه، فقال في "السنن": "إسناده حسن". وقال في "العلل" (١٤/ ٢٥٨) بعد أن أشار إلى الاختلاف فيه على العلاء بن زهير وصلًا وإرسالًا، قال: "والمرسل أشبه بالصّواب".

ولكن حاول الحافظ في "الفتح" (٣/ ٦٠٣) تأويله بأن قولها: "في رمضان" متعلق بقولها: "خرجت" ويكون المراد سفر فتح مكة. فإنه كان في رمضان، واعتمر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تلك السنة من

<<  <  ج: ص:  >  >>