والبيهقي (٧/ ٨٢) كلهم من حديث حاتم بن إسماعيل عن ابن هرمز (عبد اللَّه بن هرمز الفدكي) عن سعيد ومحمد ابني عبيد، عن أبي حاتم المزني قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
قالوا: يا رسول اللَّه، وإن كان فيه؟
قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه" ثلاث مرات.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، وأبو حاتم المزني له صحبة، ولا نعرف له عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غير هذا الحديث" هذا اللفظ كله للترمذي واختصره الآخرون.
وقول الترمذي: "حسن" ليس بحسن، لضعف عبد اللَّه بن هرمز، وشَيْخيْه سعيد ومحمد ابني عبيد فهما مجهولان.
كما اختلف في أبي حاتم المزني أله صحبة أم لا؟ فقال البخاري وغيره: له صحبة، وقال أبو داود: ليس له صحبة فصار مرسلًا.
ولحديث أبي هريرة طرق أخرى، وشواهد وكلها معلولة.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن علي بن أبي طالب أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يا علي، ثلاث لا تُؤخّرْ: الصلاة إذا أنت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وَجْدَتَ لها كفوًا".
رواه الترمذي (١٠٧٥) وابن ماجه (١٤٨٦) وأحمد (٨٢٨) والبيهقي (٧/ ١٣٢ - ١٣٣) كلهم من حديث عبد اللَّه بن وهب، حدثني سعيد بن عبد اللَّه الجهني، أن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدّثه عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب فذكره. واللفظ للترمذي، والبعض اختصره.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب وما أرى إسناده بمتصل".
قلت: إسناده ضعيف، فإن سعيد بن عبد اللَّه الجهني قال فيه أبو حاتم: "مجهول" وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" كعادته في توثيق المجاهيل.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تخيروا لنطفكم، وأنكحوا الأكْفاء، وانكحوا إليهم".
رواه ابن ماجه (١٩٦٨) عن عبد اللَّه بن سعيد قال: حدثنا الحارث بن عمران الجعفري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وفيه الحارث بن عمران الجعفري المدني ضعيف عند جمهور أهل العلم. بل قال ابن حبان: "كان يضع الحديث على الثقات".
ومن هذا الطريق رواه أيضًا الحاكم (٢/ ١٦٣) وقال: وتابعه عكرمة بن إبراهيم عن هشام بن عروة وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وتعقبه الذهبي فقال: "الحارث متهم، وعكرمة ضعَّفوه".