للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غير أنه حسن الحديث.

وقوله: "رفّأ" -بتشديد الفاء- أي هنّأ وهي كلمة يقولها أهل الجاهلية فجاء النهي عنه كما في الحديث الآتي؛ لأن فيه تخصيص الدعاء للبنين دون البنات حسب عادات الجاهلية لكراهية البنات.

• عن الحسن قال: تزوج عقيل بن أبي طالب امرأة من بني جشم، فقيل له: بالرفاء والبنين. قال: قولوا كما قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بارك اللَّه فيكم، وبارك لكم".

صحيح: رواه النسائي (٣٣٧١) واللفظ له، وابن ماجه (١٩٠٦) وأحمد (١٧٣٩) والبيهقي (٧/ ١٤٨) والدارمي (٢١١٩) كلهم من طرق عن الحسن قال فذكره. ولفظ البيهقي: "قدم عقيل بن أبي طالب البصرة".

وقد أدرك الحسن من حياة عقيل أربعين سنة تقريبًا. فلا يبعد أن يكون قدوم عقيل البصرة في خلال هذه الفترة. وكونه مدلسا لا يضر لأنه يروي قصة وقعت في زمانه.

وللحديث طريق آخر وهو ما رواه الإمام أحمد (١٧٣٨) عن الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل ابن عياش، عن سالم بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل قال: تزوج عقيل بن أبي طالب فخرج علينا. فقلنا: بالرفاء والبنين. فقال: مه، لا تقولوا ذلك فإن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد نهانا عن ذلك وقال: "قولوا: بارك اللَّه فيك، وبارك اللَّه فيها".

وإسماعيل بن عياش ما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح، وهذا منها. ولكنْ ليس من الضروري أنه أخطأ فيه لموافقة غيره.

وفيه أيضًا عبد اللَّه بن محمد بن عقيل لم يدرك جده "عقيل" لأنه مات سنة (١٤٢ هـ) ومات عقيل في (٦٠ هـ) إلا أن الحديث حديث البيت يُحمل على أنه سمعه من أهل بيته، والطريقان يقوى بعضهما البعض. وللحديث طرق أخرى.

• عن بريدة قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة. فأتى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسلّم عليه فقال: ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال: ذكرت فاطمة بنت محمد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: مرحبًا وأهلًا. لم يزده عليهما. فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه. قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا. قالوا: يكفيك من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إحداهما. أعطاك الأهل أعطاك المرحب، فلما كان بعدما زوجه قال: "يا على، إنه لا بد للعروس من وليمة" فقال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار آصعًا من ذرة. فلما كان ليلة البناء قال: "لا تحدث شيئًا حتى تلقاني. قال: فدعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بإناء فتوضأ منه، ثم أفرغه على علي، ثم قال: اللَّهمّ بارك فيهما، وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما".

<<  <  ج: ص:  >  >>