وقال الحافظ في "التقريب": "مقبول" أي حيث يتابع وإلّا فلين الحديث، ولم أجد له متابعًا.
وأمّا الترمذيّ فقال:"حسن غريب، وروى الوليد بن أبي ثور، عن سماك نحوه ورفعه، وروي شريك عن سماك بعض هذا الحديث ووقفه ولم يرفعه".
وذهب الجوزقاني في "الأباطيل"(١/ ٧٧) إلى تصحيح هذا الحديث فقال: "هذا حديث صحيح. رواه عن سماك جماعة منهم: عنبسة بن سعيد، والوليد بن أبي ثور، وعمرو بن أبي قيس وغيرهم".
ولكن فاته أنّ مداره على عبد اللَّه بن عميرة وفيه جهالة مع الانقطاع كما سبق، فلعلّه نظر إلى معنى الحديث، ولم يتعمّق في معرفة إسناده.
كما اختُلف في رفعه ووقفه، فرواه شريك عن سماك بإسناده موقوفًا على العباس بن عبد المطلب في قوله تعالى {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}[سورة الحاقة: ١٧] أملاك في صورة الأوعال".
رواه ابن خزيمة في التوحيد (١٨٩)، وفي رواية عنده: "ما بين أظلافهم إلى رُكبهم ثلاث وستون سنة". قال شريك مرة: "ومناكبهم ناشبة بالعرش".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة قال: بينما نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جالسٌ وأصحابُه، إذ أتى عليهم سحابٌ، فقال نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هل تدرون ما هذا؟ ". قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "هذا العنانُ، هذه رواية الأرض يسوقه اللَّه تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه". قال: "هل تدرون ما فوقكم؟ ". قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف". ثم قال: "هل تدرون كم بينكم وبينها؟ ". قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: بينكم وبينها مسيرة خمسمائة سنة". ثم قال:"هل تدرون ما فوق ذلك؟ ". قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك سماءين، ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة. حتّى عدَّ سبع سماواتٍ، ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض. ثم قال:"هل تدرون ما فوق ذلك؟ ". قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال:"فإنّ فوق ذلك العرش، وبينه وبين السّماء بُعدُ ما بين السماءين". ثم قال:"هل تدرون ما الذي تحتكُم؟ ". قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال:"فإنها الأرض". ثم قال:"هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ ". قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال:"فإنّ تحتها الأرض الأخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة". حتّى عدَّ سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة، ثم قال:"والذي نفس محمد بيده، لو أنكم دَلَّيْتُم بحبل إلى الأرض السُّفلى لهبط على اللَّه". ثم قرا:{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[سورة الحديد: ٣].
رواه الترمذيّ (٣٢٩٨) عن عبد بن حميد وغير واحد -والمعنى واحد- قالوا: حدّثنا يونس ابن محمد، حدّثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، قال: حدّث الحسن، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٨٨٢٨)، وابن أبي عاصم في السنة (٥٧٨) كلاهما من وجهين آخرين عن