نفسي. قالت: فقلتُ: كلَّا والذي نفسُ خويلة بيده، لا تَخْلُص إليَّ، وقد قُلتَ ما قُلتَ، حتى يحكم اللهُ ورسولهُ فينا بحكمه، قالت: فواثَبني وامتنعتُ منه، فغلبتُه بما تَغلبُ به المرأة الشيخَ الضعيفَ، فألقيتُه عني. قالت: ثم خرجتُ إلى بعض جاراتي، فاستعرتُ منها ثيابها، ثم خرجتُ حتى جئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فجلستُ بين يديه، فذكرتُ له ما لقيتُ منه، فجعلتُ أشكو إليه - صلى الله عليه وسلم - ما ألقَى من سوء خُلُقِه، قالت: فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"يا خويلةُ ابن عمك شيخٌ كبيرٌ، فاتقي اللهَ فيه" قالت: فوالله ما برحتُ حتى نزل فيّ القرآنُ، فتغشَّي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشَّاه، ثم سُرِّي عنه، فقال لي:"يا خُويلة، قد أنزل الله فيك وفي صا حبك" ثم قرأ علي: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} إِلَى قَوْلِهِ {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[المجادلة: ١ - ٤] فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُريه، فليُعتقْ رقبة" قالت: فقلت: والله يا رسول الله، ما عنده ما يُعتق، قال:"فليصُمْ شهرين متتابِعَين" قالت: فقلت: والله يا رسول الله، إنه شيخ كبير، ما به من صيام. قال:"فليُطعمْ ستين مسكينًا وسقًا من تمر" قالت: فقلتُ: والله يا رسول الله، ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنا سنُعينه بعَرق من تَمر"، قالت: فقلت: وأنا يا رسولَ الله، سأُعينه بعَرق آخر، قال:"قد أصبتِ وأحسنتِ"، فاذهبي، فتصدَّقِي عنه، ثم استوصِي بابن عمك خيرًا. قالت: ففعلتُ، قال عبد الله: قال أبي: قال سعد: العرق: الصن.
حسن: رواه أحمد (٢٧٣١٩) واللفظ له، وأبو داود (٢٢١٤، ٢٢١٥) وابن الجارود (٧٤٦) وصحّحه ابن حبان (٤٢٧٩)، والبيهقي (٧/ ٣٨٩) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، حدّثني معمر بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خولة بنت مالك بن ثعلبة فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، ومن أجل شيخه معمر بن عبد الله بن حنظلة فقد وثّقه ابن حبان، وأخرج حديثه في صحيحه، وحسّنه أيضا الحافظ ابن حجر، وقال ابن كثير في تفسيره بعد أن رواه من طريق الإمام أحمد:"هذا هو الصحيح في سبب نزول صدر هذه القصة".
إلا أن الذهبي قال في "الميزان" في ترجمة معمر بن عبد الله بن حنظلة: "كان في زمن التابعين لا يُعرف".
وأما البيهقي (٧/ ٣٨٩ - ٣٩٠) فأخرج هذه القصة من طريق عطاء بن يسار أن خُويلة بنت ثعلبة قالت .. فذكر القصة مختصرًا وقال:"هذا مرسل وهو شاهد للموصول قبله".
وقلت: وسبق له شاهد صحيح أيضا وهو حديث عائشة.
وسياق هذه الروايات يدل على أن هذه القصة وقعت لأوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت