للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن غسان العبدي، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي ذرّ، فذكره.

وإسماعيل بن مسلم هو المكي، ضعيف عند جمهور أهل العلم.

والمختار بن غسان العبدي من رجال ابن ماجه، وهو على شرط ابن حبان، ولكنه لم يذكره في الثقات. وقد روى عنه عدد، ولم يؤثر فيه توثيق أحد، قال فيه الحافظ في "التقريب": "مقبول". أي إذا توبع وإلا فليّن الحديث.

وله إسناد آخر رواه البيهقيّ في الأسماء والصفات (٨٦١) من طريق الحسن بن عرفة العبديّ: ثنا يحيى بن سعيد السعدي البصريّ: ثنا عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير اللّيثيّ، عن أبي ذرّ، فذكر الحديث نحوه.

قال البيهقيّ: تفرّد به يحيى بن سعيد السعديّ، وله شاهد بإسناد أصحّ".

وهو يقصد به إسناد إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني كما سبق، وأنه ليس بأصح من إسناد يحيى بن سعيد السعديّ.

ويحيى بن سعيد السعديّ هذا ذكره العقيليّ في كتابه "الضعفاء" (٤/ ٤٠٣) وقال: "عن ابن جريج، لا يتابع على حديثه، وليس بمشهور بالنقل". ولعله يقصد هذا الحديث.

وقال ابن حبان في المجروحين (٣/ ١٢٩): "يروي المقلوبات والملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".

وترجم له ابنُ عدي في "الكامل" (٧/ ٢٦٩٩) وذكر طرفًا من هذا الحديث وقال: "وهذا حديث منكر من هذا الطريق عن ابن جريج، عن عطاء. . . ".

وقال أبو نعيم: تفرّد به عن ابن جريج يحيى بن سعيد العبشميّ.

وللحديث طرق أخرى لا يسلم منها من مقال.

والخلاصة: أنه لم يثبتْ شيءٌ مرفوعٌ عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في صفة الكرسي، وما جاء عن بعض السّلف أنّه العلم أو هو العرش نفسه فلا دليل عليه، والصّحيح أنه موضع القدمين وهو الثابت عن حبر هذه الأمة عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما ولا نعلم له مخالفًا من الصّحابة، وقد تلقّاه جمهور أهل العلم من السلف والخلف بالقبول والتسليم، واللَّه تعالى أعلم.

انظر للمزيد: فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية (٥/ ٧٥)، وشرح العقيدة الطّحاوية (ص ٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>