البيت، ثمّ قال لي: أين تحب أن أصلي من بيتك؟ فأشرت إلى ناحية من البيت، فقام النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فكبَّر، فصففنا، فصلى ركعتين، ثمّ سلَّم وحبسناه على خزير صنعناه، فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد فاجتمعوا، فقال قائل منهم: أين مالك ابن الدخشن؟ فقال بعضهم: ذلك منافقٌ، لا يحب الله ورسوله، قال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقل، ألا تراه قال: لا إله إِلَّا الله يريد بذلك وجه الله" قال: الله ورسوله أعلم، قال: قلنا: فإنا نرى وجهه، ونصيحته إلى المنافقين، فقال:"فإن الله حرَّم على النّار من قال: لا إله إِلَّا الله يبتغي بذلك وجه الله". قال ابن شهاب: ثمّ سألت الحصين بن محمد الأنصاري - أحد بني سالم، وكان من سراتهم - عن حديث محمود، فصدّقه.
وفي لفظ: على جشيشة صنعناها له.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأطعمة (٥٤٠١)، ومسلم في المساجد (٣٣: ٢٦٣) كلاهما من طريق ابن شهاب قال: أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري .. فذكره.
واللّفظ الآخر لمسلم (٣٣: ٢٦٥) من طريق الأوزاعيّ، عن ابن شهاب به مختصرًا.
قال ابن قُتَيبة: الخزيرة: لحمٌ يقطّع صغارا، ثمّ يصب عليه ماء كثير، فإذا نضج، در عليه دقيق، فإن لم يكن فيها لحم، فهي عصيدة، وفي صحيح البخاريّ قال: قال النضر: الخزيرة من النخالة، والحريرة بالحاء المهملة والراء المكررة من اللبن، وكذا قال أبو الهيثم: إذا كانت من نخالة فهي خزيرة، وإذا كانت من دقيق فهي حريرة، والمراد نخالة فيها غليظ الدقيق.
قوله في الرواية الأخرى: جشيشة، قال شمر: هي أن تطحن الحنطة طحنا جليلا، ثمّ يلقى فيها لحم، أو تمر، فتطبخ به.
• عن لقيط بن صبرة قال: اتبعنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم نجده، فأرسلت إلينا عائشة بعصيدةٍ وتمرٍ، وجاء النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يتقلع، فقال:"هل طعمتم من شيء؟ " قلنا: نعم يا رسول الله.
وفي رواية:"فأمرت لنا بخزيرة فصنعت لنا".
صحيح: رواه أبو داود (١٤٣)، والنسائي في الكبرى (١٩٦٥)، وأحمد (١٧٨٤٦)، والحاكم (١/ ١٤٨) من طرق عن ابن جريج، ثنا إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبِرة، عن أبيه، فذكره. والسياق للنسائيّ، ولم يسق أبو داود متنه، وهو عند أحمد بسياق أطول.
والرّواية الأخرى لأبي داود (١٤٢) من طريق يحيى بن سُليم، عن إسماعيل بن كثير، به في سياق أطول أيضًا. وإسناده صحيح.