وقال تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين: ١].
• عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلوا الزيتَ وادّهنوا به فإنه من شجرة مباركة".
وفي لفظ: "ائتدِموا بالزيت".
حسن: رواه الترمذيّ (١٨٥١)، وابن ماجة (٣٣١٩)، والحاكم (٤/ ١٢٣) كلّهم من طرق عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر .. فذكره. واللّفظ للترمذيّ، واللّفظ الآخر لابن ماجة والحاكم.
ورواه من هذا الوجه أيضًا الضياء المقدسي في المختارة (٨٢، ٨٣).
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشّيخين".
وهو كما قال، ولكن فيه علة خفية، وهي أن عبد الزراق قد اضطرب في إسناده، فرواه عن معمر هكذا موصولًا.
ورواه في مصنفه (١٩٥٦٨) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال .. فذكره. ولم يقل: "عن عمر".
وتارةً يرويه عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: أحسبه عن عمر، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال .. فذكره هكذا بالشك.
وقد أشار الترمذيّ عقب الحديث إلى هذا الاختلاف فقال: "وكان عبد الرزّاق يضطرب في رواية هذا الحديث" ثمّ ذكر هذه الوجوه.
وقد جزم البخاريّ بترجيح الحديث المرسل كما في العلل الكبير (٣/ ٧٧٩)، وكذا يحيى بن معين كما في تاريخه برواية الدوري (٥٩٥)، وإليه يؤمن كلام أبي حاتم الرازي في العلل (١٥٢٠) بأن عبد الرزّاق رواه دهرًا من حياته مرسلًا، ثمّ أسنده عن عمر في آخر عمره.
قلت: وإن كان المحفوظ فيه الإرسال عن عبد الرزّاق، كما قاله هولاء الأئمة النقاد غير أنه جاء من وجه آخر موصولًا عن زيد بن أسلم، وهو ما رواه الطحاويّ في شرح مشكل الآثار (٤٤٤٨)، والطَّبرانيّ في الأوسط (٩١٩٢) من طريق أبي قرة، عن زمعة بن صالح، عن زياد بن سعد، عن زيد بن أسلم قال: سمعت أبي يحدث عن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فذكر مثله.
وفي إسناده زمعة بن صالح الجندي اليُمنى فيه ضعف من قبل حفظه، وبقية رجاله ثقات. وأبو قرة هو: موسى بن طارق الزبيدي اليمانيّ، فالإسناد يصلح في المتابعات وبه يرتقي الحديث إلى درجة الحسن. ورُوي بمعناه عن أبي أسيد قال: قال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة" إِلَّا أن فيه جهالة.
رواه الترمذيّ (١٨٥٢)، وأحمد (١٦٠٥٤)، والنسائي في الكبرى (٦٦٦٩)، والحاكم (٢ /