عن أبيه .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل خالد بن ميسرة فإنه حسن الحديث. قال ابن عدي: "هو عندي صدوق فإني لم أر له حديثًا منكرًا".
وقال الترمذيّ في العلل الكبير (٣/ ٧٦٦): "سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: "هو حديث حسن".
وفي الباب عن أبي زياد خيار بن مسلمة أنه سأل عائشة عن البصل؟ قالت: "إنَّ آخر طعام أكله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعام فيه بصل". رواه أبو داود (٣٨٢٩)، والنسائي في الكبرى (٦٦٤٦)، وأحمد (٢٤٥٨٥) كلّهم من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي زياد خيار بن سلمة .. فذكره.
وفي إسناده خيار بن سلمة فلم يوثقه غير ابن حبَّان، وقد تفرّد عنه خالد بن معدان، لذا قال الحافظ: "مقبول" يعني حيث يتابع، ولم أجد له متابعا، وبقية رجاله ثقات غير بقية، فإنه صدوق مدلس لكنه صرَّح بالتحديث عند أحمد.
وأمّا ما رُوي عن عليّ قال: "نهي عن أكل الثوم مطبوخا" فهو معلول.
رواه أبو داود (٣٨٢٨)، والتِّرمذيّ (١٨٠٨) كلاهما من طريق مسدد، ثنا الجراح بن مليح، عن أبي إسحاق، عن شريك بن حنبل، عن عليّ فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا الحديث ليس إسناده بذلك القويّ، وقد روي هذا عن عليّ قوله، وروي عن شريك بن حنبل، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا.
قلت: والرّواية الموقوفة أخرجها الترمذيّ (١٨٠٩) عن هناد، حَدَّثَنَا وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن شريك بن حنبل، عن عليّ قال: "لا يصلح أكل الثوم إِلَّا مطبوخا".
وأمّا الرواية المرسلة فأشار إليها أبو حاتم الرازي - كما في العلل (٢/ ٦): فسئل عن حديث رواه قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن شريك بن حنبل، عن عليّ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل أكل الثوم" قال: هذا حديث خطأ، منهم من يقول: عن أبي إسحاق، عن شريك بن حنبل، عن عليّ قوله موقوف، ورواه عبد الرحمن بن مهديّ، عن الثوريّ، عن أبي إسحاق، عن شريك بن حنبل - لم يقل عن عليّ - "لا يحل أكل الثوم". وهو أشبه عندي لأن الثوري أحفظهم".
قلت: ويؤيده ما رواه ابن أبي شيبة (٢٤٩٧٥)، والبغوي في مُعْجَم الصّحابة (١٢٤٩)، وأبو نعيم في معرفة الصّحابة (٣٧٣٥) من طرق عن يونس بن إسحاق السبيعيّ، عن عمير بن قميم، عن شريك بن حنبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أكل هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا - يعني الثوم".
قال أبو نعيم: "ورواه شعبة عن أبي إسحاق مثله".