رعيته، والرجل راع على أهله، وهو مسؤول عنهم، وامرأة الرجل راعية على بيت زوجها، وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده، وهو مسؤول عنه، ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته". فقد وقع فيه وهم.
رواه الطبراني في الأوسط (٢٥٩٥ - مجمع البحرين) عن علي بن سعيد الرازي، حدثنا أبو مصعب، ثنا محمد بن إبراهيم بن دينار، عن عبيد الله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر، عن أبي لبابة بن عبد المنذر .. فذكره.
وقال الطبراني: "لم يقل في هذا الحديث أحد ممن رواه عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن أبي لبابة إلا محمد بن إبراهيم بن دينار، تفرد به أبو مصعب".
قلت: حديث النهي عن قتل الحيات رواه ابن عمر عن أبي لبابة، أخرجه البخاري في بدء الخلق (٣٢٩٧ - ٣٢٩٨)، ومسلم في السلام (٢٢٣٣: ١٣٣).
وأما حديث: "كلكم راع" فقد رواه يحيى بن سعيد القطان - كما عند البخاري (٢٥٥٤)، ومسلم في الإمارة (١٨٢٩: ٢٠) - وعبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر العبدي، وخالد بن الحارث الهجيمي - كما عند مسلم (١٨٢٩: ٢٠) كلهم عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد صرح ابن عمر بسماعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في رواية ابنه سالم عنه. أخرجه البخاري في الجمعة (٨٩٣) ومسلم في الإمارة (١٨٢٩: ٢٠).
وبهذا كله يتبين أن ذكر أبي لبابة في حديث: "كلكم راع" وهم. والله أعلم.
• عن معقل بن يسار المزني قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة".
وفي رواية: "فيموت وهو غاش لهم إلا حرّم الله عليه الجنة".
متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧١٥٠)، ومسلم في الإمارة (١٤٢: ٢١) كلاهما من طريق أبي الأشهب، عن الحسن، أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه، فقال له معقل: إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول .. فذكره. والسياق للبخاري.
ولفظ مسلم بمثل الرواية الأخرى، وهي أيضا للبخاري (٧١٥١) من طريق حسين الجعفي، عن هشام، عن الحسن، به.
• عن الحسن أن عائذ بن عمرو - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن شر الرعاء الحطمة، فإياك أن تكون منهم" فقال له: اجلسْ، فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد