قال أبو سعيد: أشهد سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن عليًّا قتلهم وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم قال فنزلت فيه:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}[التوبة: ٥٨].
متفق عليه: رواه البخاري في استابة المرتدين (٦٩٣٣)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٨) كلاهما من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد .. فذكره. واللفظ للبخاري.
• عن أبي سعيد الخدري قال: بعث علي - رضي الله عنه - إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة، فقسمها بين الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، فغضبت قريش والأنصار قالوا: يعطي صناديد أهل نجد، ويدعنا قال: "إنما أتألفهم"، فأقبل رجل غائر العبين، مشرف الوجنتين، ناتئ الجين، كث اللحية، محلوق فقال: اتق الله يا محمد! فقال: "من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمني الله على أهل الأرض فلا تأمنوني؟ " فسأله رجلٌ قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه فلما ولى قال: "إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد".
متفق عليه: رواه البخاري في الأنبياء (٤٤٣٣)، ومسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٣) كلاهما من طريق سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري .. فذكره.
• عن زيد بن وهب الجهني: أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي - رضي الله عنه - الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي - رضي الله عنه -: أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسل - يقول: "يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية".
لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم - صلى الله عليه وسلم - لاتّكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد، وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام، وتتركون هؤلاء