قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشّيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنّما أخرجاه ألفاظا من الحديث متفرقة".
وقال الهيثميّ في "المجمع" (٨/ ٢٥٩): "رواه أحمد ورجاله رجال الصَّحيح".
وقد اختلف في إسناده اختلافا طويلًا ساقه الدَّارقطنيّ في العلل (٦/ ٢٥٦ - ٢٥٨) وقال: "والمحفوظ قول من قال: عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر".
• عن أبي أمامة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فضلني ربي على الأنبياء - أو قال: على الأمم - بأربع". قال: "أرسلت إلى الناس كافة، وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجدًا وطهورًا، فأينما أدركت رجلًا من أمتي الصّلاة فعنده مسجده، وعنده طهوره، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، يقذفه في قلوب أعدائي، وأحل لنا الغنائم".
حسن: رواه أحمد (٢٢١٣٧، ٢٢٢٠٩)، والتِّرمذيّ (١٥٥٣) والبيهقي (١/ ٢١٢، ٢/ ٤٣٣ - ٤٣٤) من طرق عن سليمان التيميّ، عن سيّار، عن أبي أمامة فذكره. والسياق لأحمد.
واقتصر الترمذيّ على قوله: "إن الله فضلني على الأنبياء - أو قال: أمتي على الأمم - وأحل لنا الغنائم".
وإسناده حسن من أجل سيار، وهو الأموي مولاهم الدّمشقيّ. روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبَّان وابن خلفون في ثقاتهما، وحسّن له الترمذيّ، وسيأتي من قول البخاري ما يشير إلى تقوية أمره، لذا قال الحافظ في التقريب: "صدوق".
قال الترمذيّ: حديث أبي أمامة حديث حسن صحيح.
وقال في العلل الكبير (٢/ ٦٦٣): "سألت محمدًا عن هذا الحديث وقلت له: من سيار هذا الذي روى عن أبي أمامة؟ قال: هو سيار مولى بني معاوية أدرك أبا أمامة وروى عنه وروى عن أبي إدريس الخولاني وروى عن سيار سليمان التيمي وعبد الله بن بجير" اهـ.
وقال الهيثميّ في المجمع (٨/ ٢٥٩): "رجال أحمد ثقات".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٢/ ٦٢٤): "وفي فوائد أبي عبد الله الثقفي بإسناد صحيح عن أبي أمامة ... فذكر نحوه.
• عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حتَّى إذا صلى وانصرف إليهم، فقال لهم: "لقد أعطيت الليلة خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي، أما أنا فأرسلتُ إلى الناس كلّهم عامة، وكان من قبلي إنّما يرسل إلى قومه، ونصرت على العدو بالرعب، ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملئ منه رعبا، وأحلت لي الغنائم آكلها،