• عن واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٢٧٦) من طرق عن الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن أبي عمار شداد، أنه سمع واثلة بن الأسقع فذكره.
• عن الأشعث بن قيس قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد لا يرون أني أفضلهم. فقلت: يا رسول الله! إنا نزعم أنك منا. قال: "نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمّنا ولا ننتفي من أبينا".
حسن: رواه ابن ماجه (٢٦١٢) وأحمد (٢١٨٣٩) والضياء في المختارة (١٤٨٨، ١٤٨٩) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٨٩٧، ٢٤٢٥) كلهم من حديث حماد بن سلمة، عن عقيل بن طلحة السلمي، عن مسلم بن هيْصم، عن الأشعث بن قيس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل مسلم بن هيصم فإنه حسن الحديث.
فكان الأشعث بن قيس يقول: لا أوتى برجل نفى رجلا من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته.
قوله: "إنا نزعم أنك منا" قيل: لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت له جدة من كندة، هي أم كلاب بن مرة فذلك ما أراد الأشعث.
قوله: "لا نقفو أمنا" أي لا نتبع الأمهات في الانتساب، ونترك الآباء.
وقيل: معناه لا نتهمها ولا نقذفها، مِن قفاه، إذا قذفه بما ليس فيه.
وأما ما رُوي عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت يا رسول الله! إن قريشًا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مَثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم، وخير الفريقين، ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا، وخيرهم بيتًا" فهو ضعيف.
رواه الترمذي (٣٦٠٧) عن يوسف بن موسى البغدادي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب، فذكره. قال الترمذي: "حديث حسن".
قلت: يزيد بن أبي زياد ضعيف باتفاق من أهل العلم، وقد وُصف بسوء الحفظ، ومما يدل على سوء حفظه أنه روى هذا الحديث بألوان: فمرة رواه كما مضى وأخرى عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب، عن ربيعة قال: بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قومًا نالوا منه وقالوا له: إن مَثل محمد كمثل نخلة نبتت في كناس. فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر نحوه.