المطيبين، وما أحب أن لي حمر النعم، وإني كنت نقضته".
قال: والمطيبين: هاشم وأمية وزهرة ومخزوم.
حسن: رواه ابن حبان (٣٤٧٤) والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٣٦٦) وفي الدلائل (٢/ ٣٨) من طريق المعلى بن مهدي، ثنا أبو عوانة، عن عمرو بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عمرو بن أبي سلمة غير أنه حسن الحديث.
قال محمد بن نصر: قال بعض أهل المعرفة بالسير وأيام الناس: أن قوله في هذا الحديث: حلف المطيبين غلط، إنما هو حلف الفضول؛ وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدرك حلف المطيبين؟ لأن ذلك كان قديمًا قبل أن يولد بزمان" ذكره البيهقي.
قلت: وكذلك قاله غير واحد من أهل العلم.
قال القتيبي: "أحسبه أراد حلف الفضول، لأن المطيبين هم الذين عقدوا حلف الفضول." ذكره البيهقي أيضًا.
وقال ابن حبان: "أضمر في هذين الخبرين "مَنْ" يريد به: شهدت من حلف المطيبين، لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يشهد حلف المطيبين. لأن حلف المطيبين كان قبل مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإنما شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلف الفضول وهم من المطيبين".
وقال البيهقي بعد أن ساق الحديث: كذا روي هذا التفسير مدرجًا في الحديث. ولا أدري قائله. وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدرك حلف المطيبين".
قال ابن كثير: "هذا لا شك فيه، وذلك أن قريشًا تحالفوا بعد موت قصي وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار من السقاية، والرفادة، واللواء، والندوة، والحجابة، ونازعهم فيه بنو عبد مناف وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش وتحالفوا على النصرة لحزبهم فأحضر أصحاب بني عبد مناف جفنة فيها طيب فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا. فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت. فسموا المطيبين كما تقدم وكان هذا قديمًا، ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول وكان في دار عبد الله بن جدعان، كما رواه الحميدي عن سفيان بن عيينة عن عبد الله عن محمد وعبد الرحمن ابني أبي بكر قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا لو دعيت به في الإسلام لأجبت، تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها وألا يعد ظالم مظلومًا".
قالوا: وكان حلف الفضول قبل المبعث بعشرين سنة في شهر ذي القعدة، وكان بعد حرب الفجار بأربعة أشهر، وذلك لأن الفجار كان في شعبان من هذه السنة، وكان حلف الفضول أكرم حلف سمع به وأشرفه في العرب.
البداية والنهاية (٢/ ٢٩١).