ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى صعد الصفا، فهتف "يا صباحاه" فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد. فاجتمعوا إليه، فقال:"يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني فلان! يا بني عبد مناف! يا بني عبد المطلب! " فاجتمعوا إليه فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج بسفح هذه! الجبل أكنتم مصدقي؟ " قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال:"فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد".
قال: فقال أبو لهب: تبا لك! أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قال: فنزلت هذه السورة: [تبت يدا أبي لهب وقد تب] سورة المسد. كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٧١) ومسلم في الإيمان (٢٠٨) كلاهما من حديث أبي أسامة، حدثنا الأعمش، حدثنا عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل عليه:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: ٢١٤]"يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئًا. يا بني عبد المطلب! لا أغني عنكم من الله شيئًا. يا عباس بن عبد المطلب! لا أغني عنك من الله شيئًا. يا صفية عمة رسول الله! لا أغني عنك من الله شيئًا. يا فاطمة بنت رسول الله! سليني من مالي بما شئت، لا أغني عنك من الله شيئًا".
متفق عليه: رواه البخاري في الوصايا (٢٧٥٣) ومسلم في الإيمان (٢٠٦) كلاهما من حديث الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن أبي هريرة قال: لما أنزلت هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: ٢١٤] دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشًا، فاجتمعوا، فعم وخصّ فقال:"يا بني كعب بن لؤي! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب! أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد شمس! أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد مناف! أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمة! أنقذي نفسك من النار. فإني لا أملك لكم من الله شيئًا غير أن لكم رحمًا سأبلّها ببلالها".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٠٤) من طريق عن جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن عائشة قالت: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: ٢١٤] قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصفا فقال:"يا فاطمة بنت محمد! يا صفية بنت عبد المطلب! يا بني عبد المطلب! لا أملك لكم من الله شيئًا. سلوني من مالي ما شئتم".